السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا امرأة متزوجة وعندي طفل وزواجي موفق ولله الحمد، وزوجي رجل ملتزم ومريح بفضل الله، والمشكلة التي أعاني منها هي أنني دائماً منذ سنة أو أكثر أشعر بألم في الجهة اليسرى من صدري ناحية القلب على شكل وخزات يصاحبها ضيق بالتنفس، وفي كل مرة يأتيني الألم أشعر أنها نهايتي.

وقد ذهبت لطبيب باطنية وقلب وعملت تخطيطاً للقلب ورسماً للقلب، وأخبرني الطبيب أن قلبي سليم تماماً ولا مشكلة فيه، ثم ذهبت لطبيب صدرية وأجرى لي الفحص وأخبرني أن الرئتين سليمتان.

وأنا الآن محتارة في هذا الألم الذي لا يفارقني وقد عكر علي حياتي؛ لأنه كلما جاءني أشعر بالاكتئاب خاصة أنني لا أعرف مصدره، فماذا أفعل؟ وإلى أي طبيب أذهب؟ وقد أصبح لدي وساوس أن الطبيب الذي ذهبت إليه شخص حالتي بصورة خاطئة وأنني لابد أن أكون مصابة بمرض في القلب وقد أموت في أي لحظة، فهل هذا الألم قد يكون له علاقة بالمرارة أو الزائدة؟

وجزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ REEMA حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأود أن أشير إلى أنه بالنسبة لما تعانين منه فإن أطباء القلب وأطباء الصدر لم يقولوا: إنه لا يوجد أي مرض عندك، وإنما ليس هناك أي مرض في القلب أو مرض في الصدر عندك.

والآلام التي تعانين منها ليس مصدرها القلب ولا الرئتين، ولذلك فإن كلاهما صحيح وكثير من الحالات مثل حالتك تجد أن المريض يذهب في أول شيء أو يتم تحويله لطبيب القلب للاطمئنان على القلب وهو أهم عضو في الصدر، ومن ثم يتم تحويله لطبيب الصدر للتأكد من أن الآلام ليس مصدرها الرئتين أو غشاء الجنب، ثم بعد ذلك يتم الركيز على عضلات وجدار الصدر كمنشأ للألم وهو أكثر سبب لآلام الصدر في مثل سنك.

وعلى الأكثر ليس له علاقة بالمرارة؛ لأن ألم المرارة يأتي في أعلى البطن ويكون مترافقاً مع تناول الأطعمة الدسمة والزائدة بعيدة عن الصدر، وكثيراً ما يحصل مثلما حصل معك بأن يصبح الوسواس قاهراً على الإنسان بأن هناك أموراً يخبؤها الطبيب أو أن الطبيب لم يفهم المريض أو أنه يجب أن نأخذ رأياً ثانياً وثالثاً، وأحياناً يتم الذهاب إلى دولة أخرى وهكذا يبقى الوسواس.

أكثر آلام الصدر هي آلام العضلات، وهناك آلام نسميها آلاماً طبيعية مثل النخزات البسيطة التي تأتي في مكان معين من الصدر ويكون المكان صغيراً أو أن يكون الألم من عضلات الصدر.

وهذه تزداد مع حركات معينة للصدر أو أن يكون الألم من المفاصل بين الأضلاع والغضاريف الصدرية الأمامية أو بين الغضاريف الصدرية الأمامية وعظم القص وهو العظم الأمامي في وسط الصدر.

وكثيراً من الأحيان وبسبب أن المريض يضغط كثيراً على مكان الألم، فإن الألم يستمر ويزداد كذلك، وبسبب الخوف والقلق فإن الألم يزداد وقد يؤدي إلى قلة النوم والتفكير الكثير، وهذا من دوره إدخال المريض في دوامة واستمرار الأعراض.

وأهم شيء بالنسبة لك أن يتم استبعاد أي مرض في القلب أو في الرئتين أو أي مرض له علاج وقد تم ذلك ولله الحمد، وأما أن يكون الألم من جدار الصدر فهذا يحتاج أن تبعدي التفكير فيه، وتتناسيه وتأخذي مسكنات عادية للتخفيف منه.

وأما عن سؤالك عن التخصص الذي يجب أن تراجعيه فهو طبيب الروماتيزم؛ لأن آلام الصدر من جدار الصدر يعالجها طبيب الروماتيزم ليس لأن المريض عنده روماتيزم وإنما لأن آلام عضلات الصدر ومفاصل الصدر يعالجها الطبيب المختص بهذا التخصص.

وأرجو أن تخرجي نفسك من هذه الدوامة حتى تستطيعين التخلص من هذا الوسواس؛ لأنه قد أثر على مسيرة حياتك وعليك أن تستمري في هذه مسيرة الحياة ولا تتركي هذا الألم يؤثر عليك وخاصة أن الأطباء قد طمأنوك بسلامة القلب والصدر، فلماذا تريدين أن يظهر الأطباء عندك مرضاً في القلب؟ وعليه فقلبك سليم ورئتاك سليمتان.

وبالله التوفيق.