الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لي شاب لديه صلة قرابة بخاطبي السابق، فهل أقبل به؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 23 سنة، كنت أحب شاباً من عائلتي، عندما كنت بعمر 18 سنة، وكان يبادلني نفس الشعور، وعندما أصبحت في الـ 20 من العمر، تقدم لخطبتي من عائلتي، ورفضوا ذلك لأنه كان يكبرني بعام واحد فقط.

رفضوا تلك الخطبة بحجة صغر السن لكل منا، والآن تقدم لخطبتي شخص آخر قريب من ذلك الشاب، فهو ابن عمته ويتمتع بأخلاق عالية، ومستوى وظيفي ممتاز، وعائلة محترمة، وأعجبت به شخصياً، وأهلي كذلك أعجبوا به، ولا أريد رفضه، لكنني خائفة من الالتقاء بالشاب السابق في مناسبة، أو أي اجتماع عائلي، لا أعلم ما هي ردة فعله! لكنني كما ذكرت لا أريد رفض هذا الشاب.

أرجو الرد على مشكلتي، فأنا حائرة، رغم أني أعلم بأن الشاب السابق لن يضرني أبداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ننصحك بطي تلك الصفحات القديمة من حياتك، وبإخراج الشاب من عقلك، وهو بلا شك قد نسي ما حصل، كما أن الشاب يبتعد أكثر من الفتاة عندما ترتبط بغيره، خاصة في مثل هذه الأحوال، حين يكون الخاطب الجديد على علاقة بمن رفضتموه من قبل، ونسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يلهكم السداد والرشاد.

ليس في رفض الشاب الأول إشكال؛ لأن هذه الأمور مقدرة، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده سبحانه، ومثل هذا الأمر يحدث كثيراً ولا ضرر فيه، خاصة إذا لاحظنا أن رفض الأهل كان لصغر السن.

نحن نتمنى عدم ذكر ما حصل، وعدم الكلام مع الخاطب الجديد عن تلك الرغبات؛ لأن الرجل يرفض أن تتحدث زوجته عن غيره، ويحب أن يكون هو الأول والوحيد والمقدم في قلب زوجته واهتمامها، وحتى لو حصل منه سؤال، فينبغي أن تتفادي أي إجابة تدل على الثناء أو الإعجاب بالأول، ويمكن أن تكون الإجابة بالتعبير عن سعادتك به، وأن الله أكرمك به؛ لأن هذا يشبع غرور الرجل، ويزيد من تعلقه بزوجته، والشرع يبيح لك المبالغة في الثناء والمدح.

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تشكري الله كثيراً على توفيقه، وكوني لزوجك أرضاً يكن لك سماء، وكوني له أمة يكن لك عبداً، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يجمع بينكما على الخير.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً