الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب تغير طبيعة البراز، وهل هي مؤشر خطير؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكو من تغير طبيعة البراز -أجلكم الله- منذ حوالي ستة أشهر؛ فأنا لدي إمساك، وكل يومين أذهب للحمام، ولكن قبل ستة أشهر كنت أذهب يوميًا، وطبيعة برازي أصبحت لينةً ومتقطعةً، وعندي ألم في جانبي الأيسر، أظن أنه القولون، وقد أجري لي منظارًا للقولون والمعدة، وكانت النتائج سليمةً.

أنا الآن في حيرة بسبب تغير طبيعة البراز، وعدم عودتي إلى طبيعتي القديمة؛ لأني أسمع أنها من أعراض السرطان، فأرجو أن تطمئنوني.

وجزاكم الله كل خير على هذا الموقع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحمد الله أن تنظير القولون لديك كان طبيعيًا، وهو أهم شيء في تشخيص وجود أي سبب لتغير البراز؛ فإن القولون العصبي يسبب إما إمساكًا، أو أن يكون البراز مائعًا، أو إسهالاً في بعض الأحيان، وأما السرطان، فعادةً ما يسبب الإمساك، وفي بعض الحالات القليلة يسبب ميوعة في البراز، والألم أيضًا من أعراض القولون العصبي.

وكما تعلمين؛ فإنه في مثل سنك فإن احتمال وجود السرطان قليل، ومع التنظير الطبيعي، وعدم وجود أعراض مثل: نقص الشهية، ونزول الوزن، فإن هذا الاحتمال يصبح غير وارد، ويمكنك أن تراقبي الألم؛ فالألم في القولون العصبي لا يأتي في الليل أثناء النوم، بل تكون الأعراض في النهار، ولا تترافق مع نزول في الوزن، ولا وجود للدم في البراز، ولا فقدان للشهية، كما أن أعراض القولون العصبي تزداد مع التوتر، والقلق النفسي، وقد ترتبط بأنواعٍ معينة من الأغذية والأطعمة: كالحليب، والبهارات، والفلفل، والبقوليات، وتختلف من مريض لآخر.

وفي مرض القولون العصبي فإنه لا يكون هنالك أي خلل، أو اضطراب عضوي؛ فالأعراض ليست بسبب التهاب، أو جراثيم، أو أورام، وإنما هي ناتجة عن زيادة الإحساس بتقلصات، واضطراب في حركة الأمعاء، وهناك حاجة مهمة، فإن تفهّم هذا المرض من قبل المريض يفيده في التأقلم مع هذا المرض، وهي أن هذا المرض ليس عضويًا، ولهذا فإن الفحوصات التي يجريها الطبيب غالبًا ما تكون نتائجها كلها سليمةً، وهذا المرض مزمن، وقد يستمر طوال العمر، فعليك أن تصبري، وأن تحتسبي الأجر عند الله، وتحاولي أن تتكيفي مع أعراض المرض.

ومهما طالت مدة المرض، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف، أو التهاب، أو سرطان، ولا إلى غير ذلك.

والعلاج: هو علاج الأعراض، والابتعاد عن الأمور التي تزيد الأعراض، مثل: التوتر، والقلق، أو أطعمة معينة، فعليك أن تتخيري الأطعمة التي ترينها مريحةً بالنسبة لك، ولا بد وأنك قد تعرفت إلى كل الأطعمة التي تزيد الأعراض عندك.

وعليك أن تتعلمي الاسترخاء؛ فهذا يُساعد كثيرًا، ويمكنك تطبيق تمارين الاسترخاء؛ بأن تجلسي في مكانٍ هادئ، قليل الإضاءة، وألا تشغلي نفسك بأي أمور حياتية، وأن تفكري في شيء سعيد وجميل، وأن تغمضي عينيك، ثم تأخذي نفسًا عميقًا، وبطيئًا، ويجب أن تملئي صدرك بالهواء حتى يرتفع البطن قليلاً، ثم بعد ذلك تمسكين الهواء قليلاً في صدرك، ثم تخرجين الهواء عن طريق الفم بكل قوة، وبكل دقة، وبطء، وتكررين هذا التمرين خمس مرات صباحًا، وخمس مرات مساءً، لمدة أسبوعين، أو ثلاثة، وسوف تجدين -إن شاء الله- أنه مفيد، كما وجد أن التمارين الرياضية مفيدة جدًا، فمارسي أي نوع من التمارين الرياضية، وخاصةً تمارين المشي، أو الجري.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً