الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آثار الديدان المعوية على الإفرازات المهبلية وعلاجها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من مشكلة مستمرة مع بناتي؛ حيث أصبن بالديدان المعوية، وقد جربت جميع أنواع العلاجات تقريبًا دون فائدة تُذكر! تتحسن الحالة لفترة قصيرة، ثم تعود الأعراض من جديد.

المقلق أكثر أن هذه الديدان تسببت لهن في إفرازات مهبلية، وعند إجراء تحليل للبول والإفرازات، تبين وجود جرثومة تُدعى Staphylocoque.

أود معرفة طبيعة هذه الجرثومة، وهل لها تأثيرات خطيرة على المدى البعيد؟ وهل يوجد علاج فعّال لها؟ كما أود أن أعرف، هل من الممكن أن تؤثر الديدان على غشاء البكارة؟

أرجو منكم إفادتي، فأنا في حيرة من أمري.

جزاكم الله خيرًا، وشكرًا لهذا الموقع القيّم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ... حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن أطفالك على الأكثر مصابون بالديدان الشعرية أو الحرقص، وهو نوع من أنواع الطفيليات المعوية، والتي تسمى بـ (Enterobius vermicularis)، وتنتشر عادة في الأماكن المزدحمة بالأطفال، مثل المدارس ودور الحضانة، وغالبًا ما تصيب الأطفال في سن المدارس من 5 - 10 سنوات، كما تصيب الكبار.

هذه الديدان عبارة عن ديدان صغيرة رفيعة بيضاء تسكن عادة الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة، وتغادر الحوامل من هذه الديدان مكانها إلى منطقة الشرج؛ حيث تبيض آلاف البويضات في منطقة الشرج، ويحدث ذلك غالبًا خلال فترة النوم مع نهاية الليل أو الفجر.

الديدان الشعرية يبلغ طولها حوالي 1 سم، وتبدو كخيط رفيع وبويضاتها تظهر كنقاط بيضاء يمكن رؤيتها بوضوح في منطقة الشرج.

قد تنتقل إلى الأمام، حيث تسبب حكة شديدة خاصة عند الفتيات، أو تسبب التهابًا في المهبل كما هو الحال عند فتياتك، وبسبب الحكة الشديدة؛ فإنه قد يحصل التهاب ثانوي بالجرثومة التي ذكرتها، وتسمى الجرثومات العنقودية، وهي موجودة في الجلد وتحت الأظافر.

إن الديدان لا تأكل اللحم، كغشاء البكارة، إلا أنه يجب علاج الالتهاب الثانوي بالجراثيم، والحكة الشرجية، وخصوصًا أثناء الليل من أهم أعراضها، وقد يرافقها الشعور بالأرق، وعدم الراحة، وقلة الشهية، وألم في البطن.

يجب أن تعلمي أنه يمكن أن تعود العدوى بعد العلاج، وتتم العدوى عن طريق ابتلاع الطعام، أو الشراب الملوث ببيوض الطفيليات، أو عبر الأصابع الملوثة أثناء حك الناحية الشرجية حيث تستقر البيوض تحت الأظافر، وهذه تعتبر أهم وسيلة للعدوى؛ لذا مهم جدًا تقليم الأظافر وتنظيفها جيدًا.

يشخص الطبيب العدوى إما بفحص منطقة الشرج عند الطفل بعد نومه بساعة، بواسطة تسليط الضوء على منطقة الشرج، أو بواسطة شريط لازق (Scotch -tape test)، يتم وضعه على المنطقة فور استيقاظ الطفل من النوم؛ حيث يتم فحص تلك اللصاقة تحت المجهر في المختبر الطبي.

أما العلاج الدوائي، فيكون بإحدى الأدوية الآتية:

1- ميباندازول: (Mebendazole)، الاسم التجاري فيرموكس Vermox بجرعة واحدة 100 ملغ، وتعاد الجرعة بعد أسبوعين.
2- بيرانتيل بأموات Pyrental pamoate بجرعة 11 مغ/كغ من وزن الطفل كجرعة واحدة على أن تعاد الجرعة بعد أسبوعين.

من المهم جدًا إعطاء جميع أفراد المنزل الدواء؛ لأن الدودة غالبًا موجودة لديهم، وإن لم يشتك من الأعراض والدواء يعطى لجميع الأفراد الذين أعمارهم أكثر من سنتين.

وهناك أمور مهمة أثناء العلاج، وهذه الأمور مهمة كأهمية العلاج:

1. يجب أخذ حمام صباحي كل يوم، مع تبديل الملابس الداخلية للتخلص من البيوض العالقة فيها.
2. يجب تقليم أظافر الأطفال، والمحافظة على الاعتناء بنظافتهم حتى لا تعود لهم العدوى ثانية، وذلك عن طريق جنين بويضة الدودة والتي تلتصق بالأظافر.
3. يجب غسل اليدين قبل الطعام وبعده.
4. يجب القيام بغسل اليدين بعد الخروج من دورات المياه، كما يجب تعقيم المرحاض باستمرار.
5. المحافظة على نظافة وتعقيم الأسرة والأغطية والملابس إن كانت هناك حاجة لتقاسمها.
6. تهوية غرفة النوم وكنسها وتنظيفها باستمرار، خاصة إذا كانت الأرض مغطاة بالسجاد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً