السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سؤالي بخصوص ابني، وهو من مواليد عام 2004، ويعاني من الشلل الدماغي.

كان في السابق كثير النوم، أما الآن فقد أصبح قليل النوم، فما السبب وما الحل؟ كما أنه يعاني من حركات تشبه الرعشة في أطرافه، وعندما ينهره والده عنها يتوقف، لكنه ما يلبث أن يعود إليها، فما تأثير هذه الحركات عليه سلبًا، وما سببها؟ وما الحل المناسب لها؟

ولكم مني وافر الشكر والتقدير.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا الابن -حفظه الله- ما دام يعاني من الشلل الدماغي، هذا يعني أن خلايا الدماغ في حالة من عدم الاستقرار، وعدم الاستقرار هذا قد يظهر في شكل حركات لا إرادية، أو اضطرابات في الحركة، أو في طريقة تناول الطعام، أو السلوك، أو اضطراب في النوم... وهكذا، وهذا لا يعني أن الأمر سوف يستمر هكذا طوال حياته، فقد تأتي أوقات يحدث فيها نوع من الاستقرار الدماغي لدى هؤلاء الأطفال.

ومن المفيد عرض هذا الطفل على أخصائي الأطفال المختص في طب الأعصاب، والذي سيقوم بفحصه، ومن المهم إجراء تخطيط للدماغ، حيث يُعتبر تخطيط المخ أمرًا مهمًا في مثل هذه الحالات؛ لأنه من خلاله يمكن متابعة مسارات كهرباء الدماغ، وتحديد ما إذا كان هناك أي زيادة أو اضطراب في النشاط الكهربائي للمخ.

فالرعشة التي تم ذكرها في الرسالة، ربما تكون مرتبطة باضطراب في كهرباء الدماغ، أو بداية بؤرة صرعية، أو ما شابه، لذا ما أرجوه هو إجراء هذا الفحص؛ حيث إن هذه الحالات يمكن علاجها، إذا تبين وجود اضطرابات كهربائية في الدماغ.

توجد أدوية كثيرة، مثل: التجراتول، والدباكين، كلها جيدة ومفيدة، ويعرف تمامًا أن نشاط البؤر الصرعية حتى وإن كانت بسيطة في دماغ الأطفال، قد تؤدي إلى عدم استقرار بيولوجي، بمعنى أن النوم قد يضطرب، والأكل قد يضطرب، وكذلك اضطرابات سلوكية، وذلك بجانب التشنجات، أو الرعشة التي قد تظهر لهؤلاء الأطفال، فأرجو أن يتم إجراء هذا الفحص، ومن ثم يستطيع الطبيب أن يوجه نحو العلاج والآليات المطلوبة، في مثل هذه الحالات.

بالنسبة لتوقفه من رعشة الأطراف حين ينهره والده: فهذا لا ينفي مطلقًا وجود البؤرة الصرعية البسيطة؛ لأن البؤرة الصرعية البسيطة يمكن أن يكون هنالك نوع من التحكم الجزئي فيها من جانب الإنسان، والأمر الآخر: بالطبع يجب على والده أن لا يتعامل معه بقسوة، فهذا يعتبر طفلًا خاصًا، وله احتياجات خاصة، ويجب أن يُرعى بطريقة أكثر مرونة وقبولًا.

وختامًا: نشكرك كثيرًا على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لابنك العافية والشفاء.

وبالله التوفيق.