السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تشكو والدتي البالغة من العمر (63 عاماً) من آلام شديدة في المنطقة القطنية منذ عدة أشهر، وقد راجعت عدة أطباء، منهم من وصف لها الأدوية التي لم تفلح معها، ومنهم من اقترح عليها العمل الجراحي كحل أكيد، وذلك بعد أن تبين من صورة المرنان والتحاليل الشاملة بأنها تعاني من تضيق في العمود الفقري في المنطقة القطنية، وبروز القرص في الفقرة الثانية، وقد تناولت حقن (ميتران) وحبوب (فولتارين) دون فائدة، وكلما انقطعت عن الدواء عاد الألم على جانبي الحوض من جديد.

أرجوكم ماذا نفعل، فقد تعبت والدتي من الأوجاع، هل الجراحة هي الحل أم ماذا نفعل؟

ولكم جزيل الأجر والثواب.

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

تضيق القناة الشوكية (Spinal stenosis) هو أن القناة الشوكية التي يمر فيها النخاع الشوكي تصبح مساحتها أقل من حد معين، يتسبب في حدوث أعراض ناجمة إما عن الضغط على النخاع الشوكي، أو جذور الأعصاب التي تتفرع من النخاع لشوكي.

وهناك عدة أسباب قد تؤدي إلى ضيق القنوات العصبية، منها التقدم في السن والتآكل والخشونة في أجزاء العمود الفقري، ومنها أيضاً وجود انزلاق غضروفي يضغط على إحدى المستويات أو أكثر من مستوى، كما أن هناك فئة من المرضى تكون لديهم قنوات ضيقة منذ الصغر، وهذا يؤهلهم لحصول تضيق أكثر من غيرهم.

والأعراض مشابهة لما تشكو منه الوالدة، فعادة ما يشتكي المرضى من آلام في أسفل الظهر والوركين والساقين، وخصوصاً عند الوقوف أو المشي، وقد يصاحب هذه الآلام شعور بخدر أو تنميل أو ضعف في عضلات الساقين وشعور بالثقل فيهما.

أما في الحالات المتقدمة فقد تكون هناك صعوبة في الوقوف أو المشي ولو لعدة خطوات.

ويتم التأكد من التشخيص بإجراء رنين مغناطيسي لأسفل الظهر، حيث يظهر بوضوح تام مكان التضيق وشدته.

أما العلاج فيكون في البداية بالأدوية المضادة للالتهاب، والأدوية المسكنة للألم، وعلى الراحة والعلاج الطبيعي والتمرينات.

ومن الأدوية التي يمكن أن تساعد هي Neurontin or lyrica وتعطى بإشراف الطبيب.

أما في الحالات التي لا تستجيب للعلاج فإن العلاج الجراحي يكون هو الأمثل، ويتم من خلاله إجراء توسعة في القناة العصبية مما يؤدي إلى رفع الضغط عن الأعصاب، وبالتالي إلى تحسن ملحوظ في حالة المريض.

تعتبر هذه الجراحة من أبسط وآمن جراحات العمود الفقري، وعادة ما تستغرق 45 إلى 60 دقيقة، ويتمكن بعدها المريض من المشي في اليوم التالي، ويخرج من المستشفى خلال بضعة أيام.

ومع التقدم في مجال جراحة العمود الفقري فإن هذه المضاعفات لا وجود لها.

في بعض الحالات يمكن إعطاء إبرة في الظهر تحتوي على مخدر موضعي وكورتيزون، وهذه الإبرة يتم حقنها عن طريق استشاري متخصص، وهي آمنة جداً ولا يوجد لها آثار جانبية تذكر، كما أن مفعولها قد يستمر لعدة أشهر أو سنوات.

والله الموفق.