أولاً: أعبر عن سعادتي وتحياتي لإدارة الموقع والسادة الأطباء.

ثانياً: أنا شاب عمري 19 سنة، أعاني من قلق مختلط باكتئاب، ولا أعرف إن كان اكتئاباً أم غير ذلك، فهو عبارة عن إحساس كأني في حلم مزعج، ويصحبه ثقل في الرأس، كما أني أنام كثيراً، فهل هذه من أعراض زيادة كهرباء المخ؟ حيث أن لدي أحد أقاربي يعاني من زيادة كهرباء المخ، وهل هذه الحالة ممكن أن تكون طبيعية في سن المراهقة؟ أم أنها تحتاج لعلاج نفسي؟

مع العلم أني ذهبت لدكتور نفسي وأعطاني سيبرالكس وريستولام، وحدث تحسن نسبي، وبعده انقطعت عن العلاج خوفاً من التعود عليه، وشكراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فمن الأعراض التي ذكرتها باختصار لا أعتقد أنك تعاني من اكتئاب نفسي حقيقي، ربما يكون لديك نوع من القلق، وهذا بالطبع واضح، وهذا النوع من القلق يسمى أحياناً باضطراب الأنّية؛ لأن الإنسان يحس بشيء من التغرب عن ذاته، أنه بعيد عن ذاته أو كأنه في حالة من الحلم كما ذكرتَ.

وهذه الحالات كثيرة، وهي تعتبر من الحالات النفسية البسيطة، لا تمثل أبداً مرضاً نفسياً أو عقلياً رئيسياً، ونشاهد حالتك هذه كثيراً في سن المراهقة ولدى الشباب، حيث إن هذه الفترة تتميز بشيء من التحولات الفسيولوجية والنفسية والهرمونية والاجتماعية والسلوكية وهكذا، فمن وجهة نظري أنها مرحلة تطورية طبيعية، وإن كان هذا القلق قد زاد في حدته بعض الشيء مما سبب لك بعض الإزعاج.

حالتك لا علاقة لها أبداً بمرض الصرع أو ما اصطلح بتسميته (زيادة في كهرباء الدماغ). أنا أقدر المعلومة القيمة التي ذكرتها وهي أن أحد أقاربك يعاني من هذه العلة، ولكن أؤكد لك أنه بفضل الله تعالى لا توجد أي مؤشرات تدل أنك تعاني من هذا الشيء، ولا أعتقد أنه توجد حاجة لإجراء تخطيط كهرباء للدماغ للتأكد.

الحالة في أغلب الأوقات تنتهي وتنتفي تلقائياً، وحتى تعجل بذلك أريدك أن تكون إيجابياً في تفكيرك، أن تمارس الرياضة لأن الرياضة تفيد الإنسان كثيراً، واصل الأنشطة الاجتماعية أيّاً كان نوعها ثقافية أو خيرية، هذه كلها إن شاء الله تساعدك على التواؤم مع ذاتك واختفاء هذا الشعور المزعج.

هنالك أيضاً تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، أريدك أن تمارسها، ويمكنك أن تتحصل على شريط أو كتيب من إحدى المكتبات الكبيرة في مصر مثل مكتبة الأنجلو، وتطبق هذه التمارين، فهي ذات فائدة ممتازة جدّاً.

لابد أن تدير وقتك أيضاً بصورة جيدة، فأنت في المرحلة الطلابية ولا شك أنه عليك مسئوليات مهمة في أن تكون متميزاً ومتفوقاً وتزود نفسك بسلاح العلم، حيث أن ا لإنسان يمكن أن يفقد كل شيء في هذه الدنيا، ما عدا علمه ودينه، فهي التي تبقى إن شاء الله ولا يستطيع أحد أن ينزعها منك.

العلاج الدوائي، دواء سبرالكس جيد لحالتك، والدواء الآخر وهو (ريستولام) هذا يمكن استعماله ولكن لفترة قصيرة، حيث إننا لا نحبذ استعماله لفترات طويلة؛ لأنه من الأدوية التعودية، وعموماً أنت توقفت عن تناوله الآن.

السبرالكس لا يؤدي إلى التعود، وأعتقد أنك لست في حاجة إليه حقيقة، أنت في حاجة لأدوية أخف من السبرالكس، عقار يعرف تجارياً وعلمياً باسم (موتيفال Motival) جيد جدّاً وهو متواجد في مصر ورخيص الثمن، يمكنك أن تتناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عنه، أو دواء آخر يعرف تجارياً باسم (تفرانيل Tofranil) ويعرف علمياً باسم (امبرمين Imipramine) بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً يومياً لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر أيضاً قد يكون كافياً. أو عقار ثالث يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol) بجرعة نصف مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر أيضاً قد يكون هو كل المطلوب في مثل حالتك.

فإذن يمكنك أن تتخير أحد هذه الأدوية الثلاثة، وبالطبع أنت لست في حاجة لأن تتناولها مع بعضها البعض، دواء واحد فقط من هذه الثلاثة، وأرجو أن تطبق الإرشادات السابقة وأن تطمئن.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.