الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق مستمر وتفكير مفرط ومزاج منخفض..كيف أتخلص من كل ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 25 سنةً، أطلب من حضرتكم مساعدتي الطبية والنفسية، في أمر أرهقني كثيرًا، فمنذ فترة طويلة -أكثر من سنة-، أعاني من:

- قلق مستمر طوال اليوم، وخاصةً من الأصوات، والإشعارات، والمكالمات.
- شعور دائم بالخوف من حدوث مكروه لي، أو لعائلتي، بدون سبب واضح.
- تأنيب ضمير حاد، نتيجة علاقة سابقة شعرت أنني أخطأت فيها (صور فقط) رغم أنني قطعتها تمامًا، وتبت إلى الله.
- نوبات من التفكير المفرط، وعدم القدرة على تهدئة عقلي.
- مزاج منخفض، وشعور بالحزن، وأحيانًا أفكار انسحابية، أو رغبة بعدم الاستمرار بالحياة، دون نية فعلية للأذى.
- صعوبة في النوم، وتوتر شديد قبل النوم.
- ضعف في الشهية "وزني حاليًا 48 كغ".
- أنام من الساعة 8 صباحًا حتى 4 أو 5 مساءً، بسبب عملي الليلي.
- أتناول القهوة وأدخن بشكل يومي، ولا أستخدم أي أدوية حاليًا.

كما أود أن أذكر أنه خلال شهر رمضان الماضي، وفي لحظة ضيق نفسي شديد، قمت بشرب شريط ونصف من دواء Dainext (الذي يحتوي على Alprazolam)، ولكن لم أشعر بتحسّن، بل أصبت برجفة في اليد، ولم أستمر عليه بعد ذلك.

أشعر أني بحاجة إلى علاج دوائي يساعد على تهدئتي، وأن أستعيد حياتي بشكل طبيعي، وأرجو من حضرتكم مساعدتي في اختيار دواء مناسب وآمن لحالتي، مع ذكر الجرعة المقترحة، وهل أحتاج دواءً مساعدًا للنوم في البداية أم لا؟

جزاكم الله كل خير، وبارك في علمكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حازم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، وبهذه التفاصيل، وواضح من سؤالك أنك تعاني من هذا القلق المستمر طوال اليوم، والذي يُؤثِّر على حياتك من ناحية التفكير المفرط، والشعور بالتوتر، وعدم الهدوء.

أيضًا هناك بعض المؤشِّرات بالإضافة إلى القلق، تجعلنا نفكر في الاكتئاب، وخاصةً فيما يتعلق بالمزاج المنخفض، والشعور بالحزن، إضافة إليها صعوبات النوم، وضعف الشهية للطعام، ونقص الوزن، حيث إن وزنك دون الوزن المطلوب؛ فوزنك 48 كيلوغرامًا، وهذا قليل بالنسبة لشاب في عمرك.

أنا أقول عادةً: إننا لا نستطيع أن نعالج حتى نشخّص، فقبل أن نذكر لك أحد الأدوية المضادة للقلق، أو المضادة للاكتئاب؛ فإن النصيحة الأفضل في هذه الاستشارة التي نقدمها لك، أن تراجع أحد الأطباء النفسيين عندكم في الأردن، وعندكم -بحمد الله تعالى- أطباء نفسيون بسمعة عالمية، ويمكنكم أخذ موعد، والحديث المفصَّل مع هذا الطبيب النفسي.

ليس غريبًا أن يأتي القلق والاكتئاب معًا؛ فهما قد يترافقان، وهناك أدوية تساعد على التخفيف من الأمرين معًا، ولكن لا تنسَ أيضًا أنك تعمل في دوام ليلي، وهذا أيضًا يمكن أن يُفسِّر بعض الانزعاج والصعوبات التي تعاني منها.

أمر آخر: وهو أنك تعمل من خلال خدمة العملاء، وكما تعلم من تجربتك أن هناك صعوبات في التعامل مع العملاء والمراجعين؛ مما يمكن أن يُسبِّب أيضًا للإنسان شيئًا من الاحتراق النفسي، والذي يمكن أن يُفسِّر بعض هذه الأعراض.

حاولت كما يبدو تناول دواء (ألبرازولام، Alprazolam)، وهو دواء جيد، ولكن يبدو أنك تحسست منه؛ حيث أُصبت برعشة في اليد، ولم تستمر عليه، وهناك عددٌ من الأدوية المفيدة، ولكن يصعب أن نعرف بشكل مسبق أي دواء يناسب شخصًا معينًا، لذلك أنصحك ألَّا تتردد أو تتأخر في أخذ موعدٍ مع الطبيب النفسي؛ فهناك أسئلة كثيرة علينا أن نطرحها عليك، لنصل إلى التشخيص الدقيق.

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، وييسر أمرك، ويعينك على أخذ موعد ومراجعة الطبيب النفسي؛ لتعود -بإذن الله تعالى- إلى كامل نشاطك، مع تخفيف القلق، واضطراب المزاج الذي تعاني منه.

أمر أخير أنصحك به: لا شك أنك تدرك أن كثرة شرب القهوة يمكن أن تسبب بعض التوتر والقلق، فأرجو أن تنتبه إلى هذا، وأرجو أن نسمع عنك -إن شاء الله- أخبارًا طيبةً، بعد أن تراجع الطبيب النفسي، وتسير على الخطة العلاجية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً