السؤال
أهلي لا يعرفون معنى التحاور، حتى مع أنفسهم، فهم يعطون الأوامر فقط، وأيضاً يعطون العقاب والذم، فلا يوجد هناك تحاور ولا ثواب وشكر، وألاحظ أني وإخوتي أخذنا نفس الطبع، فكل منا في اتجاه، ولا يحاول أن يقنع الآخر، أو يحاول أن يفهمه ماذا يفعل! وهذا يجعلنا أحياناً كثيرة لا نفهم بعضنا، وهذا ما جعلني منطوية إلى حد ما، فأنا أتحدث مع أصدقائي ولا أتحدث مع أهلي، رغم أنه من المفروض أن يكون العكس، لأن الأهل يخافون علي ويحبونني ويعرفون مصلحتي أكثر من الصديق, فأنا أحس أنهم لن يفهموني، ولن يحاولوا أن يتحاوروا معي، فلن آخذ سوى الاستهزاء أو الذم، ولكني قررت أن أحاول أن أغيرهم لما هو أفضل، وأن أجعلهم يتحاورون معي في أي موضوع لدي قبل أن يستهزؤوا أو يذموا, وأحسست بتحسن منهم ولكنه قليل، وأحياناً يرجعون كما كانوا، (فالطبع غلاب) فأتمنى أن يتغيروا تماماً، وأنا معهم لأني أخاف أن أغلط نفس الخطأ مع أولادي، في المستقبل، وهذا الموضوع جعلني سريعة الحكم على الناس، مما أبعد أشخاصاً كثيرين عني بسبب حكمي عليهم من أول موقف، فأنا أريد أن أغير هذه العادة السيئة.
أريد أن أعرف أفضل طريقة للتعامل مع أهلي وتغييرهم للأفضل، وأنا أيضاً أحاول أن أغير نفسي وأخشى أن يصدر من أهلي قول أو فعل يجعلني أكتئب ويجعلني أدخل حجرتي مرة أخرى، فأنا أريد أن أكون إيجابية، ولكن كل منا يحتاج إلى تشجيع ومساندة أقرب الناس له، فإذا كانوا هم لا يعترفون بي أو بأفكاري فكيف سوف أقتنع أنا بنفسي وأثق بها؟! وكيف يقتنع الناس بي ويثقون فيما أقول؟