السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من وساوس تزعجني, وهي مرتبطة دائما بشيء يتغير من فترة لأخرى, فبدأ معي منذ حوالي ثلاث سنوات تقريبا, وكل فترة يكون في شيء واحد, فيكون تركيزي كله عليه, ويكون خوفي أن أكون مثل هذا الشيء, فمثلا كنت أعاني قرابة السنة من وساوس حول عدم استطاعتي الكلام بصورة جيدة -أي أني لست متكلما جيدا- وأن الناس ترى ذلك -أني لا أتكلم بطريقة جيدة- وكانت كل حياتي محورها واهتمامها أن أكون من أفضل الناس كلاما، ثم بعد ذلك انتقل بي الأمر إلى وسواس آخر وهو أني قبيح الشكل, وكل تركيزي كان على ذلك: هل يراني الناس قبيحا مثل فلان؟ وأبدأ في تحليل كل شيء يحدث لتصديق هذه الفكرة، لا أنتهي من وسواس إلا ووسواس آخر يحل مكانه, ويظهر لي أن الآخر كان وهما, ولكني أصدِّق الذي يليه, ولا أعتبر بالسابق، والآن وسواسي كله كيف أكون رجلا مسئولا؟
وهل يراني الناس هكذا أم يستصغرني الناس؟
وهل يحترمني الناس أم يستهزئون بي كما يستهزئون بفلان؟ وكيف يراني الناس؟
أبدأ في التفكير بكل المواقف التي مرت علي, وتؤكد لي أن الناس تراني صغيرا أو تافها، ولكني -الحمد لله- التزمت منذ حوالي عام بالصلاة والعبادات, وبدأت الآن في إعفاء لحيتي, وهذا أدى إلى تحسن كبير لدي في مواجهة هذه الأفكار -والحمد لله-, ولكن تأتي عليَّ أوقات تزيد عندي هذه الوساوس الخاصة بقوة الشخصية والرجولة, وخاصة إذا رأيت أحدا يفقد هذه الخواص, فتوسوس لي نفسي أني من الممكن أيضا أن أكون مثله, ويمكن أن يفكر الناس فيَّ كما فكرت أنا فيه, وهل عندما أتزوج أستطيع تحمل المسئولية؟
وهل عندما أكون مديرا أستطيع تحمل المسئولية؟
ثم بعد ذلك عندما يحدث لي شيء يثبت أني لست كذلك, وأني فعلا ذو شخصية جيدة -وذلك يكون صعب التصديق- ولكنه يحدث أحيانا, فأكون في مزاج جيد, وأشعر بالثقة الكبيرة بالنفس, ولكن سرعان ما أرى شيئا أو يحدث شيء سواء لي أو لغيري, فأخاف أن أكون أنا أيضا عندي نفس النقص, بل وأصدق ذلك، فهل أنا في حاجة إلى علاج أو إلى دواء مثلا؟
علماً بأني كنت قبل الالتزام أحيانا ما أتناول (التامول) أو (الترامادول), وكنت أشعر بتحسن كبير, وثقة بالنفس عالية, ولكني بعد أن ألتزمت حرمت ذلك الأمر فما هي نصيحتك لي؟
جزاكم الله عنا خير الجزاء.