دكتورة رغدة نشكركم على سعة صدرك، والله.

أنا حامل ببداية الشهر الرابع، وهذا حملي الثالث، وكأنني والله أول مرة أحمل بكل أعراضه، فهل المرطبات العادية تؤثر على الجنين؟ خاصة وأن الجو قد برد والجلد يجف كثيراً، وأنا أستخدم أي مرطب عندي، وهل التمر إن تناولته يوميا يسبب زيادة في الوزن؟ لأنني دائما أشعر بحاجة للسكريات وأخاف من تناولها، أتناول ملعقة عسل، وأفكر في التمر، فهل من نصيحة في ذلك؟

دكتورة: مع أني ببداية الشهر الرابع، أتعب فورا، حتى أنني لا أقدر أن أتسوق في المول، أحس بثقل شديد في بطني، وكأن أحدا يشدني للأسفل، فقط أريد أن أقعد، أشعر بثقل في كل بطني، وخاصة من الأسفل، فما سبب ذلك؟ وماذا سيحدث في الأشهر القادمة؟

أرجو أن تتحملي أسئلتي، وشكراً لك كثيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ موزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنشكرك كثيرا على كلماتك الطيبة ونرد لك الشكر بمثله، ونسأل الله -عز وجل- أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى.

بالنسبة لاستعمال المرطبات فلا ضرر منها، فهي في أغلبها ليست أدوية؛ ولذلك فهي تباع في المحلات المختلفة؛ ولأن تطبيقها موضعي فلا يحدث امتصاص كبير لها؛ ولذلك فهي مسموحة بالحمل ولا ضرر منها -إن شاء الله-.

التمر مفيد جدا في الحمل، وهو يحوي نوعا من السكريات المفيدة جداً وسهلة الهضم، وتحافظ على مستوى السكر بشكل جيد في الدم، كما أنها تحتوي على الكثير من المعادن المفيدة، وبالطبع غنية بالسعرات الحرارية؛ ولذلك فيمكنك استبدال الحلويات بتناول التمر -إن أحببت- فهو أفيد وأسهل هضما، مع مراعاة أن التمرة الواحدة تحتوي على 70 وحدة حرارية تقريبا، والتمرة الصغيرة تحتوي على 50 وحدة، لذا قومي بتقدير ما تتناولينه؛ بحيث تحافظين على مأخوذ معقول بدون أن تحدث زيادة في الوزن.

في الحمل يحدث حبس وتشرب للسوائل في كل الجسم، وهذا أكثر ما يحدث، ويكون واضحا في الجزء السفلي من الجسم، وذلك منذ بدء الحمل؛ حيث يحدث تشرب شديد للسوائل في كل الحوض، وخصوصا جدران المهبل، والأربطة المثبتة للرحم، والمفاصل، وكذلك العضلات المحيطة كلها؛ ولهذا التشرب بالسوائل وظيفة هامة جدا، وهي جعل الأنسجة قادرة على التمدد والتمطط خلال الحمل، لتسمح باحتواء حجم الجنين ولتسمح له بالمرور من خلال الحوض والمهبل وقت الولادة.

تشرب السوائل الذي يحدث في المفاصل، خصوصا في المفصل الأمامي لعظمي العانة ارتفاق العانة، هو ما يؤدي إلى الشعور بالثقل والشد للأسفل، وهو يبدأ منذ الشهور الأولى كما ذكرت، ولا يكون له علاقة بحجم الحمل، وبالطبع من المتوقع أن يزيد مع تقدم الحمل، وأحيانا قد يشتد حتى لا تستطيع السيدة المشي أو الوقوف -لا قدر الله-.

المهم في الأمر هو أن هذه الحالة سليمة، وهي ليست حالة مرضية، بل هي حالة فيزيولوجية لكنها مضخمة بعض الشيء؛ حيث يكون فيها الجسم حساسا جدا على هرمونات الحمل، ويستجيب بشدة لها، فيقوم بحبس كمية أكبر من السوائل، وهي تزداد مع تكرار الحمل.

أنصحك -يا عزيزتي- بتحاشي الوقوف أو الجلوس لفترة طويلة، والعمل على رفع الساقين إلى مستوى القلب تقريبا كلما سنحت لك الفرصة؛ وذلك من أجل تقليل انحباس السوائل في الجزء السفلي من الجسم، وعليك بالتأقلم مع الحالة عن طريق توزيع الأعمال التي تتطلب المشي أو الوقوف على مدار اليوم، بحيث تأخذين فترات راحة متكررة، وإن كنت قادرة على الاستغناء عن المجهود غير الضروري، والذي تزداد معه الآلام أو الثقل؛ فهذا سيكون أفضل.

في الظروف التي تضطرين معها للوقوف أو المشي يمكنك تناول حبتين من مسكن بسيط وآمن مثل (البنادول) قبل المجهود بنصف ساعة؛ فهذا سيساعد كثيرا -بإذن الله-.

كما أنصحك بتناول حبوب الكالسيوم التي يكون مضافا إليها فيتامين -د- بجرعة لا تقل عن 600 ملغ كالسيوم، و400 وحدة دولية من فيتامين -د - وهنالك نوع جديد من حبوب الكالسيوم مضاف إليه عنصر المغنيزيوم، وهو عنصر مفيد جدا للعضلات والمفاصل، ومفيد للحمل أيضا.

إن اشتد الثقل أو أصبح هنالك ألم مستمر أسفل البطن، فيجب عمل كشف نسائي داخلي للتأكد من أن عنق الرحم لم يتأثر، وبأنه مازال مغلقا.

نسأل الله -عز وجل- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية، وأن يتم لك الحمل والولادة على خير.