السؤال
أنا شاب عمري 18 سنة، ابتلاني الله– والحمد لله على كل حال- بخوف شديد أرهقني، ونغص عليّ حياتي حتى إني أقرأ عن أعتي الأمراض فأستصغرها أمام مرضي النفسي الشديد، هذا المرض جعل الشيب يغزو رأسي، وأنا في هذا العمر، وقد ازداد هذا المرض شدة منذ ثلاث سنوات بسبب موقف حصل لي في المدرسة سأذكره لاحقاً.
مرضي أعراضه: خوف مصحوب بزيادة نبضات القلب، حتى في بعض المواقف أحسه قد وصل إلى حنجرتي، وكذلك أشعر بحركة في بطني تدفعني إلى التغوط، كما أشعر بضعف في عضلاتي وعدم السيطرة عليها، وفي بعض الأحيان وهو نادر أتعرق وترتعش يدي، هذه الأعراض التي ذكرتها يتراوح ظهورها وشدتها حسب الموقف الذي أمُرُّ فيه، والمواقف التي تسبب لي الخوف كثيرة جداً، وبعضها والله سخيف لا يوجد فيه شيء يُخوِّف.
وأحياناً أخاف بلا سبب فتزيد نبضات قلبي هكذا، وأشعر بالخوف.
وسوف أذكر هنا بعض المواقف واحكم عليها أنت:
أتدري أني وقت كتابتي الآن أشعر بالخوف، وعند ذهابي إلى المدرسة أو إلى المركز الصيفي الذي اشترك فيه أشعر بالخوف، ويزداد الخوف بصورة فظيعة عند أول يوم من المدرسة، أو النشاط الصيفي، حتى أني لا أستطيع أن أنام من الخوف والتفكير.
أخاف عندما اتصل بصديق قديم أو إنسان غير معروف، أخاف عند اقتراب نهاية الحصة، وعند نهاية الفسحة المدرسية، أخاف من لعب الكرة مع أبناء الحي أو أي أولاد يلعبون الكرة، بل بمجرد التفكير في ذلك أرتعب، أخاف من الذهاب إلى محاضرة أو مكان ألتقي فيه زملائي في المدرسة أو المخيم أو غيرهم، بل إذا ذهبت إلى مكان ولمحت أحدهم أخاف وأحاول ألا ألتقي به، مع العلم أن الخوف يتلاشى إذا كلمته والتقيته، أخاف عندما يزورنا إنسان غريب أو إنسان لم ألتق به منذ فترة طويلة، أو عندما تزورنا عائلة صديقي.
أحيانا أعمل لي برنامجا رياضيا فأخصص وقتا للرياضة في مكان ما، فيصيبني خوف عند اقتراب هذا الوقت، أخاف عند ذهابي لعيادة أو طبيب، عندما تحصل لي مشكلة مع أحد الناس ثم نتفرق أكبر المشكلة في نفسي، وأعقدها وأفكر فيها كثيراً، وأتخيلها، وأضيف عليها أحداث فأصاب بالخوف، وفي النهاية لا يحدث شيء أبداً مما تخيلته هذه بعض المواقف.
وهناك الكثير من المواقف، وأريد أن أنبه أن هذا الخوف غالبا يتلاشى عند الولوج في هذه الأعمال، فمثلا إذا أردت الاتصال بإنسان غريب أشعر بالخوف، ولكن بمجرد أن يرد عليّ يذهب الخوف، وفي طريقي إلى المدرسة أخاف، ولكن بمجرد وصولي للفصل يذهب الخوف وهكذا.
هذه حياتي في اليوم الواحد، يصيبني الخوف مرات كثيرة، وأنبه بأن نصف خوفي ينتج من أفكار في رأسي وتخوفات.
هذا الخوف كان معي منذ فترة طويلة ولكن حدته زادت منذ ثلاث سنوات، بسبب موقف حدث في المدرسة، حيث أن فيني عيب في خلقتي، والطلبة يسخرون مني بسببه، وكنت لا أبالي بسخريتهم، ولكن مع بداية الثانوية أصبحت أتحسس من السخرية، ويصيبني خوف شديد عندما يسبني أحد بهذه السبة، وأنا لا أظهر هذا للطلبة حتى لا يزيدون السخرية.
تدهورت حياتي في المدرسة وأصبحت المدرسة اسم مرادف للخوف، حتى أصبح الدوام المدرسي خوف في خوف، وزاد الشيب في رأسي، وأصبحت أخاف أكثر حتى من أمور لا تتعلق بالمدرسة.
وفي ذلك الوقت اضطررت أن ألجأ إلى الطبيب النفسي، حيث ذهبت إلى المستشفى وعُرِضت حالتي على طبيبين، أحدهما قال: رهاب إجتماعي، والآخر قال: قلق، ووصف لي (سبراليكس)، ولكني انقطعت عن العلاج بسبب أنه كان يجب عليّ أن أنقطع يوم في الأسبوع للعلاج، وهذا يؤثر في دراستي، بالإضافة إلى أني لم أكن أريد أن تعلم المدرسة بأني أذهب إلى الطبيب النفسي.
وقبل أن أنهي سوف أذكر لكم جوانب أخرى من شخصيتي:
أنا لدي شعور بأن الناس تكرهني لا تحبني، لا أحد يحب الخروج معي، والحديث معي لا أحد يريد أن يكون صديقي، وأنا أبني على هذا الشعور فلا أتجرأ على سؤال أحدهم والحديث معه، وإذا تكلمت مع أحد أحاول أن أنهي الكلام؛ لأني أشعر شعور بأني غير مرغوب فيني، ولذلك فلا أكون صداقات بسهولة، فأصدقائي الذين علاقتي بهم أعتبرها قوية رغم أنه من يراها يعتبرها سطحية هم بضعة أشخاص.
كما أني عندما أجلس في مكان عام أو ألعب الكرة، والناس يشاهدون ويتفرجون أشعر أن الناس تنظر إليّ وتفكر فيني، وتتكلم عني، وهذا الشعور يطاردني فأتصرف على هذا، فأحاول أن أضبط حركاتي وتصرفاتي رغم أني بدأت أقاوم هذه الأفكار، وأحاول أن أتصرف بطبيعتي من دون تكلف ولكن هذه الأفكار تتعبني.
أنا أيضا كثير التفكير والحديث مع نفسي، ليس كل تفكيري مظلم، بل غالبا أحدث نفسي في أمور مختلفة في الاقتصاد والطب والرياضة، أكلمها حتى ولو كنت أجهل في ذلك الموضوع، فمثلا أسمع في الراديو أحدهم يتكلم عن الأمانة، فأبدا أتحدث مع نفسي عن الأمانة، وكأني ألقي على الناس محاضرة وهكذا.
أنا أحب القراءة كثيرا جدا، وخاصة كتب التاريخ والقصص، فلا يقع في يدي كتاب حتى ألتهمه مرة واحدة، وأنا أزور المكتبة كثيرا.
الحمد لله أنا ملتزم محافظ على الصلوت في الجماعة، ولا أقطع الأذكار بكل أنواعها، محافظ على صيام التطوع، وقيام الليل، والنوافل، وقراءة القرآن، هذه حالتي فساعدوني، وأفيدوني عسى الله أن يفرج عنكم الخوف الأكبر يوم القيامة عندما يمشي الناس كالسكارى من شدته.
وجزاكم الله خيراً.
(( هذه رسالة ثانية ولقد أرسلت المرة الأولى، ولكنها كانت ناقصة، ولم أتنبه للنقص إلا بعد إرسال الرسالة الأولى، فأكملت النقص، وأرسلتها مرة أخرى فأعذروني)