السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
عندي قصة أريد أن أسردها عليكم، وأسألكم بالله أن تنصحوني بالخير.
أنا شاب أعمل في الخليج، وقد من الله علي بأن استطعت أن أجمع المال الكافي كي أخطب وأتزوج.
كنت قد أخبرت والدتي وعائلتي بنيتي للزواج، فكانت والدتي تبحث لي عن بنت الحلال.
فكوني مغترب قد لا أستطيع أن أبقى في بلدي أكثر من عشرين يوما، وهي مدة الإجازة المسموحة لي، فكنت أحضر لبلدي، وأذهب لرؤية البنات اللاتي اختارتهم والدتي، وبقيت على هذا المنوال سنتين حتى حددت فتاة، وتقدمت لخطبتها.
بصراحة البنت لم تكن بنفس المواصفات التي كنت أطلبها (من ناحية الشكل)، ولكنني كنت على عجلة من أمري حيث كان سفري قريبا، فخطبت البنت، وعقدت عليها.
كنت أجلس معها في الأيام القليلة الباقية على سفري، وأتحاور وأتكلم معها، لكنني لم أكن أشعر بأي شعور عاطفي تجاهها، وحتى طريقة التفكير لنا الاثنين لم تكن متوافقة، لكنني تجاهلت الموضوع، إضافة أن أهلي أقنعوني بأن هذه الأمور تأتي مع الوقت والعشرة.
وبعدها سافرت، وكنت أكلم خطيبتي عبر الهاتف والانترنت مرارا وتكرارا، ولكن نفس الشعور ما زال موجودا، لم يكن هناك أي ميول عاطفية تجاهها، يمكن لأنها ليست بنفس المواصفات التي طلبتها، أو يمكن بسبب اختلاف طريقة التفكير بيننا.
كنت أخبر أهلي بالموضوع، ولكنهم كانوا يقولون لي بأن هذه الهواجس سببها الشيطان يريد أن يفرق بين زوجين ينويان تكوين أسرة مسلمة.
في الحقيقة لقد تعبت جدا من التفكير في الموضوع، ومن تخيل استمرار هذا الشعور بعد الزواج فعندها تكون الحياة لا تطاق.
استمرت خطبتي ثلاثة أشهر، وبعدها حسمت الموقف، وقررت أن أفسخ الخطوبة.
حاول أهلي أن يثنوني عن قراري، ولكني والله لم أستطع أن أنسجم معها، تأثرت البنت كثيرا، وكانت صدمة نفسية بالنسبة لها، وصارت هناك نوع من الكراهية بين عائلتي وعائلتها.
هنا بدأت أشعر بالذنب، حيث أن البنت سوف تكتب مطلقة؛ لأنني كنت عاقدا عليها، ما زال ينتابني شعور الذنب، وتأنيب الضمير ليلا ونهارا، ولا أعرف ماذا أفعل؟ كل ما كنت أفكر فيه عندما فسخت الخطبة هو أن لا أظلمها معي بعد الزواج، وإنهاء المسألة الآن خير من بعد الزواج.
هل ما فعلته هو الصواب؟ وهل كان قراري متسرعا؟ أفيدوني جزاكم الله خير، فأنا لا أعلم ماذا أفعل، وكيف أتصرف في مثل هذا الموقف.