السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم لجهودكم الجبارة، وجزاكم خير ما يجزي به عباده المحسنين، وأدامكم ذخراً للإسلام والمسلمين.
أنا فتاة سأبلغ من العمر بعد أشهر 33 عاماً، وأسكن في فلسطين المحتلة منذ سنة ونيف تقريبا، تعرفت بشاب في أحد المواقع المحترمة للزواج، يقطن في أميركا، وأصله من فلسطين "الضفة" تكلمنا قليلاً على النت ثم أحسست أنه صادق فعلاً، وأنه يريد الزواج، إلا أنه كان متزوجاً من أمريكية لغرض الجنسية، بدون علمها لمصلحته.
انتظرته وكان يحاول أن يتقي الله كثيراً فلا يتحدث معي إلا قليلاً، بعد أن أخبرت أهلي بالموضوع، والآن وقد شارف الوقت على الانتهاء فهو بصدد أيام يحصل على الجنسية ويطلق الفتاة الأمريكية التي بحسب ادعائه أنه عرض عليها الإسلام مراراً وتكراراً إلا أنها رفضت.
هذا الشاب يكبرني بسنة، ويتصف بخلق ودين، وليس بشهادته إنما أقول ذلك بمعرفتي به التي تساوي حوالي سنة ونصف تقريباً، وبشهادة من يعرفه من البلاد، وبشهادة من يعرفه في أميركا، ولكن ما في الأمر أنني أصبحت أشعر بالملل من ناحية، وهو يقول لي لكي لا تملي اشغلي وقتك كثيراً بذكر الله.
من ناحية أخرى قد تقدم لي شاب من بلادنا عن طريق جماعة محترمين، لكن هذا الشاب مطلق، ولديه ولد يعيش مع طليقته، وفهمت أنه صاحب خلق ودين أيضاً.
مع العلم تقدم لي الكثير من الشباب منهم أصحاب الدين ومنهم دون ذلك، لكن كنت أرفض لأني رسمت في فكري أن لا مثيل لذاك الشاب الذي يقطن في أميركا.
الآن ومع إصدار قوانين صارمة بصدد الجنسية "الإسرائيلية" لعرب الداخل من قبل الاحتلال، أخاف إن تزوجت بذاك الفلسطيني الأمريكي أن أفقد جنسيتي، وأن لا أعود أرى أهلي، لأنه سيكون مزدوج الجنسية أيضاً جنسية فلسطينية وأيضا أمريكية، وحتى لو تزوجته بجنسيته الأمريكية فحسب الاحتلال الإسرائيلي يبقى من أهل الضفة، ولا يعتبرون أي جنسية أخرى إلا أن يتنازل عن إحدى الجنسيات، وهم يهمهم أن يتنازل عن جنسية الضفة أو فلسطين.
هذه هي سياسة الاحتلال الإسرائيلي، ومنذ أن عرفت هذا الشاب وأنا أستخير يومياً تقريباً في كل وقت، وأشعر أني مرتاحة لهذا القرار، وأرى أن سعادتي الحقيقية مع هذا الشاب، لأن أهدافنا متشابهة.
سبحان الله أهلي الذين لا يؤيدون أن أذهب بعيدا وافقوا على هذا الشاب فوراً ورحبوا به، والآن أنا أستخير بشأن الاثنين الشاب من أميركا وابن بلادي الآخر.
قد أصبح هوس فقدان الجنسية يلازمني، وأخاف أن أفقدها ولا أعود أرى أهلي! مع أني متيقنة أن النصر آت لا محالة، وأن الاحتلال زائل، إلا أني أخاف أن يكون ليس بزماني، وأخاف إن رزقني الله بأولاد أن يبقوا العمر كله في أميركا، ولا يعودون لفلسطين أبداً، وإن كتبت لكم من باب الاستشارة، فما ندم من استخار وما خاب من استشار"
أفيدوني بنصيحتكم وبارك الله فيكم وجزاكم خيراً.