السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم، وجعلكم دوماً أهل ذكر يُسألون، وأهل علم يقتدى بهم فيستفتون فيفتون ويحسنون.
مشايخي الفضلاء: ترددت كثيراً في طلب هذه الاستشارة؛ تارة أحسب إن طلبت فستخرج النية من كونها بيني وبين الله فقط إلى ما سواه من الناس فلا تتحقق، وهذا شعور فقط، وأريد معرفة رأيك في هذا، وتارة أقول: عسى ولعل أن ييسر الله لي ويُحل ما أمر به على طريق يرضي الله تعالى.
شيخي العزيز: أنا طالب جامعي مرحلة ما قبل الأخيرة، لن أقول إني ملتزم جداً؛ لأن الملتزم لا يستشير مثل هذه الاستشارة، وأصدقك الحديث أني لم أكلم بنتاً منذ دخولي الجامعة إلا نادرا، ولكني ومنذ سنة أو أكثر لا أعلم ما يحول نظري تلقائياً وبدون أي سابق قصد إلى بنت معي في الكلية، فأرد نظري، وسبحان الله كلما يحدث هذا -وهو ما يحدث يومياً- أتفاجأ بنفس النظرات للبنت التي أنظر إليها، ثم تحول نظرها هي الأخرى . هذه الحالة مستمرة إلى الآن، ولا أعلم سبب هذه النظرات بيننا، إلا أني أحمل شعوراً تجاهها، وأدعو الله لها دوما بالتوفيق والنجاح، وأحس أن عندها سراً تريد أن تبوح لي به والعكس صحيح، وأحسبها غير كل البنات، فهي متميزة في نظري في كل شيء، وأولها الأخلاق، وهي في نفس عمري، ولكنني تأخرت بسبب مرور ظروف علي سنةً في الجامعة، وبصراحة: أتمنى أن تكون زوجة لي في المستقبل، علماً بأني لم أكلمها قط، ولا أحد يعلم بما أشعر؛ لأنك تعلم ما في مجتمعاتنا وما يأتي من وراء الكلام.
شيخي: أريد حلاً لمشكلتي، ماذا أفعل؟ الآن البنت باقي لها أشهر وتنهي الدراسة، ولا يحتمل أن أراها بعدها، أحياناً أفكر أن أوصل لها بطريقة ما كلاماً أقول فيه: أنت تعلمين ظرفي الآن، ولكن عندما أتخرج فأول من سأفكر فيها أنت، ثم أقول: لا، قد أقف في طريق سعادتها إن فعلت ذلك، فقد تتزوج بأحسن مني وتسعد، وفي نفس الوقت أنا رأيت فيها كل ما يعجبني من النساء.
أرجوك شيخنا! أجبني بنوع من التفصيل والخصوصية والفكر ليرتاح ضميري، علماً أنني أدعو في كل صلاة إن كان لي فيها خير أن لا يحرمني الله منها، ثم أرجع وأقول: أنت ماذا تقول! هي ستتخرج قبلك، وستحظى بمن هو أحسن منك، وتذهب في طريقها، وهذه حالي منذ عدة شهور، فهل إن كانت مكتوبة لي سيقدر الله أمراً يجعلها لي؟
أرجو التوضيح! وماذا علي أن أفعل الآن؟ لأنك تعلم شيخنا صعوبه تحصيل بنت بتاريخ جيد، إلا أن تكون قد لاحظت ذلك، فأنت عندما تراها ليس كما تطرق باب فلان أو فلان من الناس ولا تعلم شيئاً عنها، وعندما تسأل يقولون هي درة مكنونة. بالتأكيد تتفهم قصدي أنت الآن.
بارك الله فيك