السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة، أبلغ من العمر 25 عاما، عزباء، أود أن أشكركم على جهودكم المبذولة في خدمة الإسلام والمسلمين.
مشكلتي أيها الأفاضل لا أدري أقول إنها عقدة أم غير ذلك..
أغلب الإناث منذ نعومة أظفارهن يرغبن بأن يكن أمهات على الرغم من مشقة الأمر، لأنها فطرة الله التي فطر الناس عليها، أما أنا فلا أرغب بأن أكون أما منذ أن كان عمري 8 سنوات، لم أرغب بأن أكون أما.
أذكر عندما كنت ألعب في مدينة الملاهي، ووالدي يلوحان إلي بأيديهما، وهما سعيدان، منذ ذلك الوقت أدركت بأني لم أرغب بأن أكون أما، لم أذكر بأني في يوم من الأيام اشتريت دمية ألعب بها كسائر الفتيات، "يشعرن بأنهن أمهات لتلك الدمى"، كنت أتمنى في قرارة نفسي أن يتغير وضعي عندما أكبر، ولكن للأسف لم يتغير شيء.
عندما كبرت كنت أسمع أن فلانة تزوجت، ثم بعد فترة أعلم بأنها قد حملت يكاد قلبي يتفطر عليها، وأقول في فرارة نفسي "مسكينة الله يعينها" وهي تكون في غاية السعادة.
الآن أرغب بأن أتزوج، ولكن كلما أتذكر موضوع الأطفال أتردد، علما بأني حاليا أقوم بتربية أطفال أختي الصغار 5 و 4 سنوات؛ لمرضها بالفصام، وهما يحباني، أيضا أنا أعمل معلمة قرآن في أحدى دور التحفيظ للمرحلة الابتدائية، "ثالث+رابع" لا أحبهن ولا أكرهن " لكن طالباتي يحببنني" فأنا أتعامل معهن معاملة حسنة.
هكذا شعوري تجاه الأطفال لا أحبهم ولا أكرههم، ولكن أرحمهم، ومن شدة رحمتي بهم يخيل لمن يراني معهم أني أحبهم، وأنا فقط أرحمهم.
خلاصة سؤالي يا مستشاري الفاضل، عندما أتزوج، وأنجب أطفالا شعوري تجاههم سوف يكون الرحمة فقط، وليس حنان الأم، حتى لو قمت بتبني أطفال من دار الرعاية لن أميز في محبتي لهم، ومحبتي لأطفالي الذين هم من صلبي فشعوري هو الرحمة بهم، وليس حنان الأم.
علما بأن طفولتي كانت طفولة عادية غلبت عليها السعادة، وأمي إنسانة بسيطة، صاحبة قلب أبيض، لم أشعر بحنانها، وفي المقابل لم أشعر بفقدانه، حتى في فترة المراهقة "لم أكن أحن لحضن أمي"كسائر الفتيات في تلك المرحلة.
أفيدوني مأجورين.