السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً أشكركم على هذا الموقع الجميل، جزاكم الله خيراً، وجعل مساعدتكم وتقديم استشاراتكم للسائلين في ميزان حسانتكم بإذن الله.
لقد عرضت على أهلي منذ مدة أني أريد أن أرتدي النقاب وذلك بعد اقتناع وسعادة ورضا تام بهذا القرار ولله الحمد، ولكني فوجئت أنهم صدموا بهذا القرار، وسبب رفض والدتي أنه ذو سمعة سيئة، وأن الفتيات يستخدمونه ليقوموا بإخفاء وجوههم حتى يخرجوا مع من يحبون سراً، وأن من تلبسه لا تكون لها علاقة بالدين ويكن سليطات اللسان لأنهن مختفيات، وأنه مظهر غريب وليس من الدين، وتحججت وقالت إنه لو قامت إحدى المذيعات اللاتي يتحدثن عن الدين في التلفاز بلبسه سوف ترضى، قلت لها من تشاهديهن يوافقن على النمص فكيف سيكون رأيهن بارتداء النقاب!
كما أن قرار شيخ الأزهر كان قد أثر في رأي والدي كثيراً، وقد أحزنني ذلك لأن أهلي لا يحاولون حتى أن يبحثوا ويقرؤوا في الدين، يكتفوا بدعاة التلفاز وكلام الناس! حتى أن خالتي هددتني وقالت لي لو أني ارتديته سوف تقوم بضربي وتمزيقه من على وجهي في الشارع، أنا آسفه على حالي لقد كنت قبل ذهابي للدراسة في بلد أخرى غير التي بها أهلي أرتدي ملابس لا تليق أن تكون زياً شرعياً، وكنت مستهترة - والعياذ بالله - في الصلاة، وكان لي علاقة مع شاب، وأهلي كان يعرفون بها، ولذلك صورتهم عني أني مستهترة وبعيدة عن الالتزام أو حتى الرغبة به.
حتى أن أمي وخالتي قالوا لي عندما عرضت عليهم أني أريد ارتداء الحجاب الشرعي لابد أنني قد تعرفت على شاب في الجامعة، أو على الانترنت أو أنه صديقة تريد أن أقوم بأفعال سيئة معها، أو أنني تعرضت لغسيل مخ - والعياذ بالله -، والله يعلم أني منذ دخولي الجامعة وأنا أحاول قدر الإمكان أن لا أختلط ولا أصادق أي أحد، وقررت التوبة والتقرب من الله، ووجدت الراحة في ذلك، وقرأت في مسائل دينية وفقهية كثيرة، وأحاول أن أصلح من نفسي وأخلاقي، وما النقاب إلا جزء جميل وعظيم من محاولتي للتقرب من الله والحصول على رضاه.
مشكلتي الان أن معظم ملابسي مجسمة وأحاول على قدر الإمكان أن ألبس الحجاب الطويل ليغطي منطقة الحجاب، وعلى قدر المستطاع أن أرتدي أوسع ما عندي، وعندما أخرج أشعر بالحياء وأبكي بسبب مظهري، وعندما أخبرت أمي أني أريد تفصيل الخمار، وارتداء العباءة الواسعة، أو الجلباب أو الإسدال؛ رفضت أن تعطيني المال، وحتى الان لا تعطيني المال إلا على قدر سفري وعيشي فقط، وأنها ستغضب علي وتتبرأ مني!
وبالنسبة لأبي فإن رفضه بسبب أنه لن يكون لي مجال في حقل العمل، ولأن سنة قد كبر ويريد أن يعتمد علي في العمل بعد تخرجي - إن شاء الله - من كلية الصيدلة لأتحمل نفقة الأسرة، فأخبرته أن كثيراً من الأخوات يعملن فلم يصدقني، ولم يتحدث معي بعدها، وقال لو فاتحته سيغضب علي أو أنه قال عندما تتزوجين فأنت حرة! أعلم انه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكن أنا والله المستعان لا يوجد بأسرتي من يشجع النقاب أو يحب أهله ويكرهونهم.
كيف أجعلهم يوافقون؟ وهل إذا لبسته من ورائهم في الجامعة سيكون من عصياني لهم؟ هل لبس النقاب من باب الغلو؟ حتى إذا لم أكن وصلت لدرجة عالية من الالتزام هل يمكنني أن أرتديه بدون ذلك؟
أنا لا أريد أن أسبب مشاكل بين والدتي وخالتي، لأنها قالت لي إذا أهلي وافقوا على لبسه فسوف تقاطع أهلي مدى الحياة، وهل إذا ارتديته ووالدتي لم ترتديه يكون علي ذنب؟
أعتذر على الإطالة، وجزاكم الله كل خير.