السؤال
السلام عليكم.
دكتور، بارك الله فيكم، أرجو أن تتحمَّلوني قليلا، سؤالي هو أنني مؤذِّن مسجد - والحمد لله - لمدة تزيد عن عشر سنوات, ولكن الذي أعاني منه منذ فترة هو الخوف المبدئي من مقابلة الناس والتجمُّعات، وهو خوف قديم، المهم أني - بفضْل من الله - أذَّنْت في مسجد صغير لا توجد به جمعة مدة سبع سنوات، وكنت أُؤَذِّن وفي بعض الأحيان أصلِّي إمامًا حال غياب الإمام، وحال انقطاعي عن المسجد - بإجازة مثلا لعشرة أيَّام لسفرٍ - فإنني أُؤَذِّن الأذان الأوَّل بعد السفر وأنا أرتجف، وحَلقي ناشف، وأشعر بدَوْخة ودوران، ويظل معي تقريبًا يومين، وبعدها أعود إلى حالتي الطبيعية.
بعد ذلك انتقَلت إلى مسجدٍ آخرَ كبير يوجد به جمعة، وكان أول أذانٍ لي صلاة المغرب وقد ارْتَجَفْت قليلا، وفي صلاة العشاء كان هناك عددٌ من المصلِّين في المسجد، وازدادَ الارتجاف، وفي صلاة الجمعة الأولى كان هناك شيء من الارتجاف ولكنَّه خفيفٌ، وفي الجمعة التالية زادَ الارتجاف، حتى كِدْتُ أسقط، لدرجة أنَّ أحد المصلِّين كان يقول: كنتُ على أتمِّ الاستعداد لأن أمسكك حال سقوطك.
عرضتُ نفسي على مجموعة من المشايخ، وقرؤوا عليّ، وعند القراءة أشعر بدَوْخة ودُوَار وتعرق، وقد أقرُّوا بإصابتي بالعين، وفي الجمعة الثالثة والرابعة كنتُ خائفًا جدًّا، ولَم أُؤَذِّن وقد ادَّعيتُ أنني مريضٌ وواصلتُ العلاج الشرعي: الزيت والماء وغيره مدة ثلاثة أشهر، وشعرتُ بتحسُّنٍ، ولكنَّ الارتجاف أصبح ملازمًا لي في كلِّ وقت.
قرأت الأعراض في النت، فوجدت أنها أعراض رهاب، فعرضتُ نفسي على طبيب المخ والأعصاب، وقال: مدَّ يديك إلى الأمام، فلاحَظ الارتجاف الشديد، عندها قال لي: من أي شيء تعاني - أعانك الله - هذا ارتجاف، فقلت له بصراحة: عندي الارتجاف منذ زمان، وزادَ من قُدومي إليك، ومن مواجهة الآخرين، وخاصة إذا كان لأوَّل مرة، ودخولي عليك يا دكتور هو الذي زادَ الارتجاف.
أخَذ معي تقريبًا رُبع ساعة، بعدها قال: مدَّ يديك إلى الأمام، فمَدَدتُها، فإذا هي أفضل من السابق، ولكنَّ الارتجاف موجود وإنْ كان أقلَّ، عندها قال: لَدَيك ضَعفٌ في الأعصاب، ووصَف لي دواء السيروكسات 12,5 مدة سبعة أيام، وبعدها عُدت إليه، وقال: مدَّ يديك، ولَم أشعر بأيِّ ارتجاف، فقال لي: الآن خُذْ دواء السيروكسات 25 مدة ثلاثة أشهر.
عُدتُ إليه بعد ثلاثة أشهر وأعادني إلى 12,5، وبعد ثلاثة أشهر ذهبت إلى العيادة، فوجدت طبيبًا آخرَ؛ حيث الطبيب الأول انتهى عقده، فشكوت إليه النوم وتأخُّرَ القذف، فوصَف لي دواء سيبراليكس 10، وقال: راجعني بعد شهرين، جئت بعد شهرين، فوجدت الطبيب السابق قد عاد، فقال لي: عُدْ إلى الدواء السابق 25 سيروكسات مدة شهرين، وبعد شهرين عُدت إليه، فقال لي: استمر على 12,5 لمدة ثلاثة أشهر، وواظبْتُ عليه، وعُدت إليه، فقال: اكْسِر السيروكسات 12,5 نصفين لأطول مدَّة ممكنة، وخذ نصف حَبَّة يوميًّا، وواظبْتُ على نصف حَبَّة يوميًّا من السيروكسات.
المهم أنني - بفضْل من الله تعالى - شعرْتُ بتحسُّنٍ عجيب جدًّا - والحمد لله - خلال العلاج، ولكنني بعد انقسام العلاج إلى نصف حَبَّة في اليوم عادت إليّ الرعشة مرَّة أخرى بعد خمسة عشر يومًا من العلاج، وبعدها بدأتْ تعود إليّ أعراض الرهاب والخوف والارتجاف.
قمتُ بجراحة في الأنف، وكُنت متخوفًا من التخدير، فلم آخذ العلاج - نصف حَبَّة من السيروكسات 12,5 - لمدة عشرة أيام تقريبًا، وكنت خلال هذه المدة أشعر بدُوَار ودَوْخة، وفي بعض الأحيان لا أستطيع الوقوف.
انتهت الإجازة المرضية، وذهبْتُ إلى المسجد لصلاة الفجر لأوَّل مرة بعد الإجازة، وجدتُ شخصين في المسجد، وقفت أمام المايكروفون، وقُمت بتشغيله وأذَّنت، وبعدها جاء الارتجاف قويًّا وعنيفًا، لدرجة أنني تمسَّكت بعصا المايكروفون، وإحدى قدمي أسندتها إلى كرسي المصاحف، وبعدها عُدت للخلف، سألني: ماذا بك؟ فأجبتُه: عندي دوخة من جرَّاء العملية.
بعدها عُدت إلى أخْذ العلاج السيروكسات 12,5، وأخذْت منه حَبَّة كاملة كلَّ يوم، وجاءت صلاة الجمعة، فأذَّنت وأنا أرتجف جدًّا، على الرغم من أن لي أكثر من عشرة أيَّام وأنا أستخدم السيروكسات 12,5، وذهبت إلى طبيب المخ والأعصاب، فوجدتُ طبيبًا جديدًا، وشرحْت له الحالة، فقال: بما أنَّ الحالة عادت إليك سيتم تحويلك إلى الطبيب النفسي، ذهبت إلى الطبيب النفسي وأعدت له نفس الشريط، وقال لي: استمر على السيروكسات 12,5 أطول فترة ممكنة، 4 سنوات مثلاً، هكذا قال لي، وبعدها حصلتُ على رقْم الاستشاري في دولة مصر واتَّصلت عليه، وقال لي: استمر على سيروكسات 25 مدة شهر، ومِن ثَمَّ عُدْ إلى سيروكسات 12,5 طوال عُمرك.
بعدها ذهبت الى مستشار كبير في السن فوصف لي الانفرانيل 25 لمدة أسبوع وبعدها 10 صباحا 10 مساء وقد استمريت على هذا العلاج مدة سنة تقريبا, ولكن المشكلة هي النوم الثقيل والكثير, وبعدها ذهبت إلى الطبيب وقال لي خذ الحبتين في الليل مع دواء جنيكسين اف, استمر النشاط وقلة النوم فقط أسبوعين, وبعدها عاد الحال كما هو, النوم الثقيل يصل بعض الأحيان إلى يوم كامل وأكثر.
ذهبت إلى الطبيب فوصف لي باروكسات 20 مع دواء يقوي الجنس جلنتاكس وبدون فائدة مدة أسبوعين, ثم أعادني إلى السيروكسات 12.5 وبعد الأسبوعين سبب لي كهرباء في الرأس شديدة, وبعدها أعادني إلى الانفرانيل 10 ولا زال النوم كما هو.
اتصلت بعدها على مستشار آخر فوصفت له حالي فقال أنت بحاجة فقط إلى دواء الاندرال40 جراما فقط ثلاث مرات في اليوم.
دكتورنا الفاضل: لا أدري لماذا الطبيب مصر على استخدامي دواء الانفرانيل, على الرغم من محاولتي له بتغيير العلاج, ما هو الدواء المناسب لي والذي لا يسبب نوما ولا خمولا ولا كسلا؟
قرأت في النت عن الزولفت والافكسور, فما رأيكم بهما؟ وأيهما أفضل؟
أشعر بأنني لازلت بحاجة إلى دواء, فما هو الدواء الأفضل لي؟
أرجو إعطائي الإجابة الشافية الكافية على كلِّ ما سبق بالتفصيل الممِل، وجزاكم الله خيرًا، وسامحوني على الإطالة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وفقكم الله لكل خير.