السؤال
فتاة أبلغ من العمر 22 عاماً، لدي مشاكل منذ الصغر منها أنني أكذب، وشديدة سمار البشرة، شديدة السمنة، غير مقبولة في المجتمع، أختبئ من الناس حتى لا يروني, كذلك حتى لا أقارن بإخوتي الأصغر مني والأكثر جمالاً، فهم يملكون الشعر الأصفر والعيون الزرقاء.
أعطاني الله نعمة التفوق الدراسي حتى إنني تخرجت من كلية شديدة الصعوبة وبتقدير عالٍ والحمد لله، ينتابني شعور أنني لن يأتي اليوم الذي سوف أتزوج فيه بسبب شدة قبحي! حينما كنت في الجامعة أحببت شاباً كان يعاملني بطريقة جيدة، أول إنسان يعاملني بهذه الطريقة، ولكني اكتشفت أنه كان يشفق علي! أنا لم أتحدث إليه تماماً، ولم أخبره بذلك الأمر، ولكنه خطب زميلتي أقرب إنسانة لي، بعدها أصبحت أكرهها، وأتى لها بالعمل المناسب.
أبي شديد القسوة معي يسبني بأسوأ الكلمات، ربما يكون هذا هو سر تعلقي بهذا الفتى، كل ما كنت أتمناه في الحياة هو أن أجد الوظيفة المناسبة التي تعوضني عن كل ما عانيت في حياتي، ولكن حينما تخرجت أنهار كل شيء، لم أجد الوظيفة المناسبة، وأصدقائي الذين هم أقل مني في التقدير في أماكن أحسن مني محترمة ويعملون بها، ولكني حين ذهبت إلى هذا المكان رفضت في المقابلة، وأغلبهم ارتبطوا منهم من تزوج ومنهم من تمت خطبتها منذ شهر، وكأن جميع الناس حياتهم تتحرك وأنا أملك حياة واقفة.
حتى الدراسة التي أحبها حرمني منها أبي حينما تخرجت قال لي: ليس لك أموال عندي، وإذا أردت أن تكملي دراستك انزلي للعمل وأتي بالمال، بالتالي نزلت لأعمل عملاً حقيرا -مندوبة مبيعات-، أعمل طوال النهار وأعود إلى منزلي في نهاية اليوم منهكة من التعب، وأكملت وأخذت كورسات، ولكن لسوء حظي تركت العمل؛ لأن أمي مرضت ولا يوجد من يخدمها غيري، فأنا الأقل جمالاً للخدمة، لأن أخواتي اللاتي أصغر مني لا يستطيعون عمل هذه الأشياء.
فجلست في المنزل، ومنذ بداية جلوسي في المنزل وأنا أدمن المواقع الإباحية، حتى أنني أصبحت أشاهدها يومياً، أشعر أنني أرغب في الموت ولكني أخاف عقاب ربي لي، أشعر كأنني عقبة في طريق أهلي، أختي التي تصغرني تقدم إليها الكثير من العرسان وأنا لم يتقدم لي أي أحد، وأنا أعلم هذا من البداية؛ لأنني كنت مصابة بالمثانة العصبية، كنت أتبول ليلاً إلى أن شفاني الله منها منذ قريب والحمد لله حتى عمر 21 سنة.
أشعر أن الدنيا اسودت في وجهي، أبي بخيل، حياتي سوداء واقفة، مذنبة مع الله، كل من حولي ينظرون إليّ على أنني حقيرة! وكذلك بيتنا قبيح، حيث أن أبي لا يريد دفع المال لتجهيز الشقة، لماذا أنا هكذا؟ أنا متعبة جداً، لم أترك مكانا لم أبحث فيه على عمل، أشعر وكأنني خسرت الدنيا والآخرة، أصبحت أحقد على كل من حولي، أكره الناس.