السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي 17 سنة، منذ سنة تقريبًا أتت لي حالة خوف من أني مريض في الصدر مرضًا خطيرًا، وأصبحت تأتيني حالات ضيق تنفس، وخوف، وعندما طمئنني الطبيب لم تذهب مني حالة الخوف الشديد، وشعرت بثقل في الرأس، وخفت أن تكون عندي أورام بالمخ، وطمئنني الطبيب أيضًا، وتأكدت بأني لست مريضًا.
وبعد كل هذه الحالات والخوف أحسست أني مكتئب، ولا أشعر بأي لذة في الحياة، وفقدت الرغبة الجنسية، وكل شيء كنت أحب القيام به لم أعد أحبه وتغير حالي، وأحسست أن فكري مشتت، وأصبحت أخاف من أشياء، مثل: الفراغ العقلي، وأني لا أجد شيئًا أفعله، وحياتي فارغة، وأحس أني لن أستطيع التعامل مع الحياة بدون أبي، وأمي وعائلتي.
أحس أني لا أستطيع التفكير، وأصبحت أخاف من أن أفقد عقلي، وأن أصاب بحالة نفسية لن يستطيع أحد أن يعالجني منها، أو أن مرضي مرض نفسي جديد لا يوجد له علاج، وسوف أعيش بقية حياتي في هذا المرض، وتأتيني حالة أعتقد فيها أني أنسى كل شيء، وأطمئن نفسي، وأقول لها: إنني أتذكر أشياء مثل أسماء عائلتي، و ذكريات كثيرة ... الخ.
والآن أصبحت أشعر بشدة الخوف، والقلق، والرهبة، والخوف من أشياء غير مفهومة، أو لا وجود لها، مثل: أنه يوجد طنين في أذني وسوف يزداد، وأشعر بخوف شديد، وهلع وقلق وتدهور مستواي في الدراسة بعد أن كنت متفوقًا، وأصبحت أواجه صعوبة في الحياة، وحياتي فارغة ليس لها معنى، وأحس بأن شخصيتي تغيرت، ولم أعد كما كنت، ولا أحس براحة البال، وأحس بأنه حدث تغير في البيئة التي أعيش فيها، وأنه سادها الاكتئاب والقلق والخوف.
أحس بأنني إنسان غير طبيعي, ويأتيني شعور بأنني إذا ذهبت لطبيب نفسي فلن أستطيع أن أوضح له ما أشعر به من خوف، واضطراب، وأنه لن يستطيع أن يعالجني، وأخاف أن تزيد عليّ شدة الحالة حتى تدفعني للانتحار، وهذا الذي يرهبني.
في النهاية: أريد أن أوضح أنني أشعر بأني مريض، أو أن عندي إحساس غريب مرعب لا يشعر به أحد في العالم غيري، وأصبر نفسي بالأدعية، وإقامة الصلوات، وأنا خائف جدًّا.
وأشعر أحيانًا بأني لست مريضًا، وكل هذه الأحاسيس لا معنى لها، وهي وساوس، ولكن بعدها بفترة تأتيني الأحاسيس.
وأنا أشعر بهذه الأعراض النفسية أيضًا: الشعور بالانهيار الشديد، الخوف من الإغماء، الخوف من الأزمة القلبية، والخوف من الموت، الإحساس بالخطر المحدق أو الاختناق، والخوف من اقتراف عمل لا يمكن السيطرة عليه، والجنون، ومشاعر تبدد الشخصية، أو المحيط، وطوال هذه السنة كانت تأتيني أفكار أن هذا العالم ليس حقيقيًا وخيالاً، والناس غير حقيقيين، وأصبح لدي شعور بأنني لا أستطيع أن أركز في أي شيء يحدث حولي، وتأتيني حالات خوف شديدة لا أفهمها، وأحس أني لا أستطيع أن أصف ما أخاف منه لأحد، وأخاف إن أخذت دواء لهذه الحالة أن يؤثر عليّ فيما بعد.