السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في 22 من عمري، أعاني كثيرا من الوحدة، فليس لدي إخوة أو أخوات، ووالدي ووالدتي مطلقان قبل ولادتي، وليس لي علاقة بوالدي إطلاقا، وكذلك ليس لدي أصدقاء، رغم أني كنت في الجامعة وتخرجت هذا العام، وكنت أحاول أن أكون صداقات لكنها كانت تفشل، رغم أن علاقاتي بزملائي جيدة.
أنا أعاملهم باحترام وأخلاق، وهما بالعكس حتى أصدقائي من الطفولة تغيروا كثيرا عندما دخلوا الجامعة، وأصبحوا يقولون عني أنني معقدة، لأنني لا أقبل أن تكون لي علاقات مع الشباب، ولأنني أرتدي ملابس واسعة، حتى أنني كنت أتمنى أن أنتهي من الدراسة، لأنني كنت دائما أجلس بمفردي في الجامعة.
بدأت ألاحظ أني أعاني من الرهاب الاجتماعي، فأصبحت أميل للعزلة, ولم أعد أريد أن أخرج من منزلي، وأصبحت أتهته وأتلجلج في الكلام، وأخجل كثيرا عندما أتكلم مع أحد, حتى إن بعض زملائي كانوا يسخرون مني.
والآن أشعر أنني ابتعدت عن الله، فلا أصلي الصلوات في وقتها، وأتقاعس عن قراءة القرآن، ودائما أدعو الله أن يرزقني صحبة صالحة, وزوجا صالحا, وعملا جيدا، لكن العكس كان يحدث، فكلما تعرفت على صديقة وجدتها سيئة الخلق وعلى علاقة بشباب، وتريدني أن أكون مثلها، فكنت أبتعد وأفضل أن أكون بمفردي على أن أغضب الله، ورغم ذلك كنت أجدها أحسن مني حالا.
فكثير من هؤلاء الفتيات تزوجن وأصبح لديهم عمل وعائلة، وأنا دائما بفردي لا يحبني أحد, وليس لدى عائلة, أو أصدقاء, أو عمل، ولا أجد فرصة للخروج والسفر، حتى في الإجازات مثل البقية، لأني وأمي نعيش بمفردنا وتحركاتنا محدودة، فأصبحت أشعر بالاكتئاب، وأصبحت عصبية كثيرا أكثر من قبل، فأنا طول عمري عصبية جدا, والآن أصبحت عندما أغضب أكسر ما حولي من أشياء.
وأشعر أنه ليس لدي حظ جيد مع الناس، حتى قبل أن أتعامل مع أحد، وأشعر أن هذا الشخص لن يحبني، وسوف يعاملني بطريقة سيئة.
أنا الآن أشعر أنني ابتعدت عن الله كثيرا، حتى أصبحت أخشى أن أدعوه، لأن كل ما أتمناه وأدعوه يحدث عكسه، ولم أعد أصلى جيدا، وأصبحت تفوتني بعض الصلوات، لأنني أنام أغلب اليوم، فليس لدي ما أفعله، وأريد أن يكون لدي أصدقاء فماذا أفعل؟