السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي تتلخص في الآتي، أنا عمري 25 عاما، تخرجت من كلية الصيدلية، وسافرت للعمل بالسعودية، وأثناء عملي هناك أردت الزواج، ولكوني ملتزم (على الأقل مظهرا) وملتح منذ أن كنت في 17 سنة، لم أصاحب بنتا، أو أدخل في أي علاقة محرمة، نظرا لضيق وقت إجازتي في مصر، وهي شهر فقط، ولأن تفكير عائلتي ليس كتفكيري في بحثي عن بنت ملتزمة، فهم غير ملتزمين ظاهرا، فطلبت من إحدى مشرفات أحد المواقع الإسلامية المشهورة بإرشادي لبنت ذات دين وجمال والتزام حتى أتقدم لرؤيتها رؤية شرعية عند نزولي لمصر، وأختصر وقت البحث.
بالفعل أخبرتني عن بنت في محافظة بعيدة عني، فأنا من القاهرة، أخذت رقم والدها، وكلمته لأراها عند نزولي، وعرفته بنفسي ليسأل عني، فوافق ورحب، وكانت هي أول رؤية لي، وكان الانطباع في أول رؤية أنه لم يشدني جمالها، فطلبت رؤية ثانية، وبالاستشارة ونظرا لما وجدته من كل الصفات الطيبة، والالتزام الحق، وحفظ القرآن كاملا، والنقاب -رغم عدم التزام أسرتها- وافقت رغم ترددي بسبب مسألة الشكل والجمال؛ لأنها لم تأخذني أخذا، فأحسست إنها متوسطة الجمال، ولم تسرني.
ولا أخفي عليكم -مما حثني على الموافقة وهي النقطة السوداء في حياتي- أني فكرت أني ربما لمشاهدتي للمواقع الإباحية لفترة من الزمن أن ذلك هو السبب في عدم إعجابي بها نظرا لما رأيت، ووسوسة الشيطان عندما وجدت بنتا صالحة للزواج، ولكن بعد خطبتي ظللت في شك وتردد، وأفكر في رؤيتها مرة أخرى، لكن بالفعل خاطبتها، وأعلم أن ذلك يمنع بعد الخطبة، وطلبت منها ذلك مباشرة عن طريق الكتابة على النت، فرفضت، وقالت هذا لا يجوز.
المهم حتى لا أطيل سافرت إلى عملي، وكنت لازلت في حيرتي، لكن كنت بمرور الأيام أتقرب إليها أكثر بكلامي البسيط معها سواء على النت أو الهاتف، وأعجبني خلقها وحياءها والتزامها، فرأيت أغلب صفات الزوجة التي أريدها بها، وكنت أستخير كثيرا خاصة في الحرم في العمرات والحج، ولكن كانت نقطة الشكل لا تزال تراودني خاصة أني بفضل الله على وسامة، وجسد رياضي، وأسرة طيبة، وأغلب البنات تقبلني بترحاب.
استقرت الأمور أني طلبت من أختها الكبرى أن أرى صورتها دون علمها لدقائق، فأرتني صورا لها فأحسست بعدم قبول وضيق عند رؤية الصور، ولا أعلم الآن ماذا أفعل؟ فالبنت متعلقة بي جدا، وهي على خلق جم، والتزام، ودين، وحياء، ومشاعرها مرهفة جدا.
أنا الآن في حيرة شديدة، وضيق شديد، فلا أعلم هل يكفى دينها لأتزوجها؟ علما أنها دائما ما تطلب حتى في الرؤية ألا أتزوج عليها، وهذا أهم شيء عندها، وأنا أرفض).
أمي تثني عليها كثيرا وعلى جمالها، فالبنت شقراء وخضراء العين وبيضاء، ولكنها لا تلفتني، ووجهها لا يجذبني، هل أكمل مشوراي معها أم أرفض؟ لأني سأكمل معها باقي حياتي إن قدر الله لنا البقاء، أفيدوني -أكرمكم الله- فإن عقلي مشتت، وأنا في كرب.
وأنا أعلم أن ما فعلته من رؤية صورتها لا يجوز وظلم لها خاصة أني رأيت الصور بشعرها، علما أن البنت حافظة لكتاب الله، ومعلمة له، وتدرس العلم الشرعي، وعلى خير كثير، فهي أفضل مني بكثير، وأخشى أن أظلمها بأن أكون غير مهتم بها لعدم انجذابي، استخرت كثيراً ولا أعلم ماذا أفعل؟ فالأمور تسير باتجاه الزواج، ولا أشعر بسعادة ولهفة منذ خطبتها كما يشعر باقي الخطاب.
وجزاكم الله خيراً.