السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع المفيد.
أنا فتاة عمري 20 عاماً، من عائلة محافظة -والحمد لله-، أحفظ من كتاب الله النصف تقريباً، وطالبة في كلية الطب، منذ ثلاث سنوات انتقلنا للعيش في بلد آخر، والتقينا بأصدقاء للعائلة، ابنهم أعجب بي وبكلام أمه وإخوته عني، فكلمني عن طريق الماسنجر لفترة وبعدها تعلقت به، ومنذ سنة تقريباً تقدم لخطبتي، وبما أنه من عائلة محترمة ومن نفس بلدنا ومستوانا الاجتماعي قبل به أهلي.
قبل الخطوبة علمت أمي بأنه يكلمني فغضبت مني وحدثت مشكلة كبيرة، ووعدتها أن لا أكلمه ثانية، وفعلاً فعلت إلا أنها حتى الآن وبعد الخطوبة تسمعني كلاماً، فمثلاً تقول لي: لم أتوقع منك هكذا تصرف أو إذا تعسرت بعض الأمور في خطبتنا تقول هذا من نياتكم السيئة.
علاقتي بأمي رائعة وهي مثل صديقتي لكن كلامها يجرحني، أنا الآن بعيدة عن أهلي وخطيبي لأني أدرس الطب في بلد آخر، وصلت لحالة من الاكتئاب أني لم أعد أريد التحدث لأمي ولا حتى السفر إليهم، كما أن أبي بعد الخطوبة بدأت عنده غيرة من خطيبي بشكل سيء، فصار يسمعني عنه كلاماً ولم أر أحدا في العائلة أعجبه الوضع.
الآن خطيبي مصر على عقد القران، وأهلي يريدون أن أكمل سنوات دراستي ويكمل خطيبي دراسته احتجاجا بأن عقد القران لفترة طويلة ليس جيدا، وكما أنهم يعارضون فكرة أن يتصل بي أو نكلم بعضنا حتى على الإيميل، ولكن لا نستطيع لأني هنا في غربة ليس لي أحد لأكلمه وهو يبقى باله مشغول، كما أننا متعلقان ببعضنا بطريقة غريبة، والحب الذي بيننا لا يمكن وصفه - والحمد لله- ، منذ فترة كان يلح علي بأن يراني سواء بمكالمة فيديو أو غيرها، وكنت أحيانا أستجيب له بعد عناد طويل وذلك حتى لا أجرحه، ولكن من تقريباً أسبوعين تكلمت معه عن أنه لا يجوز له أن يراني حالياً، وبعد مناقشة قال لي سأسأل شيخا ليفتيني في وضعنا الحالي أننا مللنا من أهلنا ومماطلتهم بالعقد، وهو يريد أن يراني ويكلمني، لا أدري إذا سأل أحدا ولكنه اقتنع بكلامي وقال: أنه فعلاً لا يرضي الله وامتنعنا عنه فلم يعد يراني بأي طريقة.
الآن أنا حائرة بين ماضي أني كنت أحبه ويحبني قبل الخطوبة، مع العلم أنني كلمته فقط فلم ألتق به أبدا قبلها، إنما كنت أراه أو يراني بالصدفة عندما نخرج مع أهلنا إلى مكان عام كالحدائق يراني بحجابي الشرعي (فقط يظهر الوجه والكفين)، يراني من غير أن نتكلم ومن بعيد أيضاً، مع العلم أني منقبة لأننا في بلاد يسود النقاب عندهم، لذلك وضعته مجاراة للعرف في البلد ولعدم لفت الانتباه لان النقاب غير معروف كثيراً في وطننا.
لا أعلم ماذا أفعل؟ من أسبوع تكلمت مع أبي قلت له: بأني أريد فسخ الخطوبة لأني تعبت من تصرفاتهم معي ومع خطيبي، حيث لا يفتأ أبي يصدر الأوامر والتوجيهات له ويشعره بأنه غير مرغوب فيه، بعد أن كلمته هدأني وقال لي: أن الذي أريده سوف يكون، ولكن أعلم أنه مجرد كلام ولن يعقدوا قراننا إلا بعد سنوات، وكما أننا لا نستطيع ترك التكلم مع بعضنا، وخطيبي حاليا نفسيته سيئة ﻷنه متعلق بي كثيراً فلا يستوعب فكرة أن لا يكلمني كل يوم أو أن لا يراني تعبت كثيرا.
من أرضي خطيبي أم نفسي أم أهلي؟ أرجو الإفادة وما علي فعله ﻷنني محتارة فعلاً، هل أفسخ خطبتي وأضحي بكل الحب والتضحية التي قدمها لي ومستقبلا أرتبط بإنسان لا يعرفني ولا أعرفه حتى ترتاح أمي وأهلي؟