السؤال
السلام عليكم
جاء في مسند الإمام أحمد عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من حلف بالأمانة، ومن خَبّب على رجل زوجته أو مملوكه فليس منا.
أرجو توضيح الحكم الشرعي في حالتي، فقد خطبت بنت خالتي فور تخرجي من الجامعة، ولكنها كانت كثيرة المشاكسة والمشاكل فانفصلنا، وذلك بناء على طلبها هي شخصياً، وأهلها قالوا: الزواج الذى يأتي بالمشاكل لا نريده، ثم خطبت زميلتي في العمل، وبطبيعة الحال دعونا خالتي إلى حضور حفل الخطبة، ولكنهم لم يحضروا، وعلمت أنهم قالوا لبنت خالتي كيف تذهبين ترينه وهو يتزوج؟! وبعدها تقابلت مع أختها، وأخذت تعاتبني على الزواج بأخرى، وقالت لي هذه بنت خالتك وتحبك، وكانت النتيجة أنني فسخت خطوبتي من خطيبتي، وتزوجت بنت خالتي، وكان فسخ الخطوبة مردوده سيئاً جداً على خطيبتي، فقد كانت تحبني حباً شديداً.
للأسف لم أستطع أن أتخذ القرار السليم؛ لأن قرار زواجي من بنت خالتي كان غلطة عمري، فقد أحالت حياتي جحيماً بعد ما رزقني الله منها بولدين، ودون الدخول في التفاصيل عما لاقيت منها، وكانت النتيجة الطبيعية هي الطلاق، وفوق هذا انحرمت من أولادي، واستولت على شقة الزوجية بكل ما فيها، وأفسدت أولادي علي.
الآن بعد مرور نحو عشرين عاماً من طلاقنا حرضت أولادي على عدم الاتصال بي، بعد أن كنت أراهم فترات قصيرة جداً، وأعطي لهم مصروفهم.
المشكلة التي أريد أن أعرضها عليكم أنني اتصلت بخطيبتي الأولى، وهي بطبيعة الحال تزوجت ولها أولاد، ولكننا عاودنا الحنين إلى بعض، وهي ما زلت تكن لي نفس الحب، ولن أخفي عليكم شدة حاجتي إليها الآن بعد ما ذهب عمري.
أعيش وحيداً تقريباً طوال الوقت، أنا لا أريد لها أن تخرب بيتها، ولا هي أيضاً تريد ذلك، فكل منا يقدس الحياة الزوجية ويكره الطلاق، وما يؤدى إليه من عقبات، خصوصاً أنني عانيت منه فعلاً في حياتي، ولكننا نريد ألا نفقد بعضنا مرة أخرى بعد ما تلاقينا، مع العلم أننا لم نر بعضاً حتى الآن، وكل الذي يدور بيننا محادثات تليفونية.
أنا في صراعٍ شديد مهلك مع نفسى، أعلم أن علاقتنا الآن ليس لها وضع سليم، والتي وضحت أنها لا تتعدى المحادثات التليفونية.
طبيعي أن يكون تفكيري في أن نتزوج حتى نصحح الوضع ولكني بالبحث وجدت أن هذا غير شرعي، لأنني أكون قد خببتها على زوجها.
هل فعلاً هي أصبحت محرمة علي إلى الأبد؟ أنا في أشد الحاجة إليها، وهي كذلك، ولكننا كما أوضحت في صراع مع النفس، لا نستطيع أن نترك بعضنا، ولا نستطيع أن نتزوج، أعيش في جحيم المعاناة والصراع مع النفس، ماذا أفعل؟