السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال الله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}، وأنا أجد من الابتلاءات ما ﻻ أطيق، فمرة ﻻ أستطيع الصبر فأبكي وأجزع وأحس أني على وشك الاعتراض، ثم استغفر وأحمد الله، ومرة أصبر وأحمد الله وأظل أبكي أريد أن يرجع الله لي ما أخذه مني، وأنا أعلم أنه أخذه لحكمة، لكن أدعو وﻻ يرجعه الله، وفي الحالتين تسوء حالتي النفسية وأعجز عن تناول الطعام، وأصاب بأمراض عضوية من كثرة الحزن، وعندما أبدأ أستفيق أتعرض لابتلاء جديد، وكل مرة يكون الابتلاء أشد من السابق، ويكون الشيء الذي حرمني الله منه أعز علي من الذي قبله، وأكون متعلقة به أكثر.
قدر الله كله خير -والحمد لله- لكن ليس في وسعي تحمل ابتلاءات أكثر، فكلما أرسل الله شيئاً من عنده ظننته تعويضا على ابتلاء سابق، وأول ما أتعلق به يأخذه مني، مع أن الله هو الذي أرسله، ويكون هذا ابتلاء جديدا، يقولون ما بين خير وخير مسافة مرهقة تسمى الابتلاء، لكني أجد أن هذا الخير ظاهره الخير وباطنه ابتلاء، فهذا الخير الذي رزقني الله به سيحرمني منه بعد فترة، وهكذا يحدث دوماً، ﻻ أعلم كيف أصبر دون حزن لأحقق الثواب من عند الله، لأني على يقين أن الذي حرمني الله منه كان شراً، ورزقني به اختبارا للصبر.
جزاكم الله، خيراً وجعله الله في ميزان حسناتكم.