السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
منذ كنت في الصف الرابع الابتدائي بدأت معي حالة أني أتكلم مع نفسي، وأضحك وأعيد أحداث اليوم لنفسي وأكررها كأني أعيشها الآن، وأحياناً أتخيل أشياء وكأني أعيشها، وأتسلى مع نفسي، وأحياناً إذا كنت متضايقة من شخص أتكلم مع نفسي بصوت مرتفع وأعاتبه وكأنه أمامي.
أنا سليمة -ولله الحمد- وعقلي ليس به شيء، ولا أفعل هذا الأمر إلا إذا كنت وحدي، أما أمام الناس فأنا -ولله الحمد- طبيعية، لكن ما سبب هذه الحالة النفسية التي أشعر بها؟ لا أريد أن أتحدث مع نفسي كالمجنونة لأنه أحياناً يدخل عليّ شخص فجأة وأحرج، وأتمنى لو لم يرني بهذه الحالة.
أكثر حالة أتعبت نفسيتي هي طلاق والديّ، وابتعاد أمي لأربع سنوات، بكيت في البداية وحزنت لكن عادت لي أمي 3 سنوات، ثم بعدها تطلقت، والآن انتقلت لمدينة أخرى كالسابق، صحيح أني في البداية حزنت لكن تأقلمت على الوضع، لكن هذه الحالة النفسية لم تذهب، وأنا لا أريدها لأن الناس لو رأتني تظنني مجنونة.
ولا أشعر برغبة في مصادقة الناس وأكتفي بصديق واحد أو اثنين، ولا أبادلهم مشاعر حميمة بل أنا قمة البرود، ولا أهتم إذا أخذ شخص في خاطره مني لكني أتأسف وأعتذر، وأحاول أن لا أوضح له بأنه لا يعني لي شيئاً، لأن ديننا يأمرنا بالأخلاق الحسنة، ولابد أن أفعل ذلك حتى لا يكرهني الناس، وأنا والله لا أكرههم لكن رغماً عني لا أشعر تجاههم بأي محبة، وشعوري تجاههم بقمة البرود، ومرات تأتيني رغبة بالاهتمام بأصدقائي أو التعرف على أشخاص جدد، وسرعان ما تتلاشى هذه المشاعر وأفضل الصمت والهدوء وتجنب الناس، ويحكمني مزاجي كثيراً، نادراً ما أشعر بانبساط فأغلب أوقاتي صامتة، علماً أني لم أكن هكذا من قبل، وجاءتني هذه الحالة في الثالث المتوسط، كنت أحب الناس وأبادلهم مشاعري، الآن لا أهتم لشخص أياً كان، يذهب من يذهب ويأتي من يأتي.
أنا مرتاحة –والحمد لله- ولكن الناس تلاحظ عليّ أحياناً هذا الشيء، ولا أريد منهم أن يكرهونني، وأنا يحصل معي هذا البرود رغماً عني، كيف أتخلص منه وأعيش طبيعية مع الناس وأعطيهم حقوقهم؟