السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا فتاة، عمري 20 سنة، أدرس في الجامعة، عشت طفولتي بشكلٍ طبيعي، وكذلك فترة المراهقة، كنت خجولة نوعاً ما، لكنه كان خجلاً عادياً لا يؤثر على حياتي، وكنت خفيفة الدم، ودائماً ما أضحك صديقاتي، ويحبون حديثي، وكنت متفوقة دراسياً، إلى أن وصلت للمرحلة الثانوية، ففي نهاية العام الأول كنت أتحدث مع إحدى صديقاتي، فعرضتني لموقف محرج احمر وجهي بسسببه، وتلعثمت، وتسبب لدي بحالة خوف وخجل لا أعلم سببها.
عندما انتهت المدرسة، وبدأت إجازة الصيف تغيرت شخصيتي حتى مع أهلي؛ فأصبحت خجولة، وأنعزل اجتماعات الأسرة، مع أن أسرتي أصلاً ينطبع عليها جانب الخجل، وقلت ثقتي بنفسي كثيراً، وانتهت إجازة الصيف، وأقبلت المدرسة، وكنت أحس بخوفٍ غريب لا أعلم سببه! وكأنني مقبلة على شيء مخيف، لم أكن أعلم لم أنا خائفة!؟ وفي أول يوم ذهبت فيه للمدرسة كنت أحس بخوف، وضربات قلب قوية، ورعشة، ووجدت صديقات الدراسة، ولكنني لست كالعادة، كنت دائماً مبتسمة وأضحك، وكان شيئاً طبيعياً أن أرى زميلات الدراسة بعد الإجازة، لكن هذه المرة كنت خجلة منهن، ويحمر وجهي، وأرتعش، كنت وقتها في بداية الصف الثاني ثانوي، دخلت قسم الأدبي كما كنت أحلم طول عمري؛ لأنني أكره الرياضيات، دخلت الصف، وجلست، وكلما مر أحد قال: لا أصدق أنك دخلت القسم الأدبي؛ فأنت متفوقة، مما جعلني أخجل، بعدها غيرت مساري، ودخلت العلمي مع صديقاتي؛ ظناً مني أني سأكون بأمان معهم، لكن الحالة استمرت، وتدنى مستواي الدراسي، وحصلت على نسبةٍ ضعيفة، وكنت أتعرض لمواقف بسيطة، أتعرض للخجل، والجميع يلاحظ ذلك، وأتعذر بأي شيء كمرض مثلاً، أو أني أقوم بسرعة؛ حتى لا يلحظ أحدٌ ذلك، وألملم الموقف.
في الصف الثالث الثانوي لم يتغير الحال؛ فقد سرت على نفس المنوال، أدمنت الجلوس على النت والدخول للدردشة، وكأنني أجد عالمي، حيث أتحدث كما أريد، ولا يرى أحد ملامح وجهي، وكنت سعيدة، لكن انخفض مستواي الدراسي إلى آخر حد، فاضطررت لترك المدرسة، ووبخني الجميع، خصوصاً أمي، وجلست في المنزل، وتحسنت حالتي قليلاً، ثم رجعت للمدرسة، وكنت خائفة؛ لأنني لا أعرف أحداً، واستمررت أسبوعاً، لكن بعد ذلك وجدت صديقات يحبوني جداً، وكنت أتحدث معهن، صحيحٌ أنني دائماً كنت لا أستطيع أن أكمل حديثي إذا توجهت لي الأنظار، ويحمر وجهي، وأحاول إنهاء الموضوع بسرعة، لكنني كنت أفضل من قبل، كنت مجتهدة قليلاً، وحصلت على نسبة، وتخرجت، ودخلت الجامعة في أفضل قسم، وتعرفت على صديقات، وهناك أصبحت أفضل وأفضل، حتى إنني خرجت وشرحت درسين، لكني ما زلت أخجل، ويحمر وجهي، وكنت أقاوم، وأنهيت ترماً واحداً، لكنني الآن مقبلة على زواج، وأريد أن أمحو الخجل والخوف وعدم الثقة من حياتي؛ لأنني أتردد كثيراً في اتخاذ قراراتي، وأخاف من كلام الناس كثيراً، وأخاف من الرجال، وإلى الآن لا أعرف هل أنا على الطريق الصحيح في خيار الزواج، أم أنني لا أستطيع تحمل مسؤولية مثل ذلك؟
أعلم أن رسالتي طويلة، لكنني أريد جواباً شافياً، لذلك كتبت التفاصيل، وشكراً لكم.