السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعرض عليكم هذه المشكلة راجياً من الله أن أجد علاجاً لها، وأسأل الله أن يبارك في جهودكم، وألا يريكم مكروهاً بعزيز.
أخي يشرد كثيراً، ويكلم نفسه، وإذا ناديناه أو خاطبناه لا يجيبنا، ولديه شعور أن الناس يتكلمون فيه بسوء، ويذكر أسماء كثيرة لأشخاص يعرفهم، ويقول: إنهم قالوا فيه كذا وكذا..كلاماً كثيراً لا يحصى، وفي غاية السخف، ويحلف بالغيب أن هذا يحدث، وأننا نعرف ونكتم عنه.
كلمناه مراراً من جهة عقلانية، وقلنا له أن يستعيذ بالله، وينتهي، وقلنا له: إن هذا الكلام لا معنى له، وسواءً حصل أم لم يحصل فلا يهمك في شيء، ولا يضرك في شيء، فلم ينفع معه الكلام!
المشكلة بدأت معه عندما سافر للدراسة إلى مصر وسط الأحداث المضطربة فيها، وكان يُقيم وحيداً في الشقة، وقليلاً ما يزوره أحد أو يكلمه، أضف إلى ذلك تعطل الدراسة هناك، مما جعله لا يذهب للجامعة سوى للامتحانات، ونظن أن جلوسه بمفرده عوده على أن يكلم نفسه، وأن هذا سبب المشكلة.
قبل أن يحدث هذا معه كان فتىً نشيطاً، موفور العقل، بعيد النظر، صادق النبوءات، مجتهداً في العبادة، خصوصاً في رمضان، يختم القرآن مراراً، ويعتكف العشر جميعهن، أما الآن فصار شديد الخمول، كثيرَ الفكر في هذا الكلام الفارغ، وينامُ عن الصلوات، وفي رمضان الماضي لم يقرأ شيئاً، وفرط في كثيرٍ من الصلوات.
نحن نخشى الذهاب به إلى طبيبٍ نفسي خوفاً على مستقبله المهني، ولكنه أصبح يكلم نفسه، ويضحك أمام الآخرين والضيوف، ونخشى عليه من قالة السوء.
أفيدونا أفادكم الله، وبارك في علمكم وجهودكم، ولا أراكم مكروهاً في الدنيا ولا الآخرة.