السؤال
السلام عليكم..
زميلاتي يتحرشن بي لجمالي، ولا أستطيع الانتقال من المدرسة لأنها آخر سنة في الثانوية، فما العمل؟
السلام عليكم..
زميلاتي يتحرشن بي لجمالي، ولا أستطيع الانتقال من المدرسة لأنها آخر سنة في الثانوية، فما العمل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رؤى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على شكر نعمه، ومنها هذا الجمال الذي وهبه الله تبارك وتعالى لك، وأول ما يجب على من أنعم الله عليه نعمة؛ أن لا يستقبل نعم الله بمعاصيه، وأن يقوم بشكر هذه النعمة التي وهبها له الوهاب سبحانه وتعالى، وذلك بالحرص على ذكر الله وشكره وعدم استخدام هذه النعمة إلا فيما يُرضي الله تبارك وتعالى.
ونحن حقيقة نتفهم هذا السؤال، ونتمنى أن تكون المدارس دائمًا ليست مكانًا لعرض الأزياء أو لعرض المفاتن، وإنما مكانا للعلم يلبس فيه الزي المحتشم، والحرص على ستر المحاسن، وعدم التباهي في الثياب، وإخفاء هذه النعمة، فإن نعم الله أحيانًا نحتاج إلى أن نُخفيها، ونقضي حوائجنا بالكتمان، ولا شك أن أي فتاة تعرف كيف تُبرز مفاتنها وكيف تستر هذه المفاتن.
فاحرصي على أن يكون زيك ساترًا لمفاتنك فضفاضًا كما هو توجيه هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، واحرصي دائمًا على أن تكوني رزينة في حركتك، وصاحبي الفاضلات الصادقات من الزميلات، واشغلي نفسك بالدراسة، ولا تشتغلي بما يحصل من الأخريات، فإن الإنسان إذا تابع الناس مات همًّا ومات غمًّا، وإذا أهمل الإنسان تلك النظرات التي ليست في مكانها والكلمات التي ليست في موضعها، فإنها ستنتهي ويتوقف أهلها عن تلك الممارسات الخاطئة، أما إذا أعطيت تلك المواقف اهتمامًا، وحصل منك الاغتمام منك والاهتمام بها، أو حصل منك التململ أو الضيق، فإن هذا يدفع كثيرًا من الفتيات إلى مزيد من التحرش، ومزيد من العناد، ومزيد من المواقف التي تجلب لك الضيق.
أما إذا وجدوك تهملين هذه المواقف، وتشتغلين بدراستك، وكنت دائمًا مثالاً للعقل والنضج، وهذا ما يحتاجه الجمال، يحتاج إلى عقل يتحكم به، وإلى حجاب يستره، وإلى إرادة قوية وعزيمة وثقة في الله تبارك وتعالى، فإذا وجدت هذه المعاني؛ فإن هؤلاء الخفيفات في عقولهنَّ، السفيهات الجاهلات يُوشكن أن يتوقفن عن هذه الممارسات التي تجلب لك الضيق.
ونحن أيضًا لا نؤيد فكرة الانتقال إلى مدرسة أخرى، ولكن نؤيد فكرة الاهتمام بمزيد من الستر ومزيد من الحجاب، حتى لو كانت الفتاة بين أخواتها، فإن زينة المرأة مع النساء ليس فيها إظهار للمفاتن، وليس فيها لبس للضيق جدًّا، وليس فيها مثل هذه الأشياء التي لا تجلب للفتاة سوى المصائب، حتى لو لم يحصل هذا التحرش والمضايقات فإنه قد تُصاب بالعين، وقد يتلبسها الجن، وقد تكون أيضًا مكان ومحط لنظر الفتيات وأيضًا الشباب طبعًا بلا شك إذا وُجدوا.
لذلك أرجو أن تحرصي على ستر هذه النعم والاشتغال بالمعالي، وهذا ما نريده نحن فعلاً في ساحات العلم، الذي يؤسفنا أن تكون بعض المدارس مكانا لاستعراض التسريحات، ولاستعراض الزينات، أو التباهي بالموضات، أو لإظهار أنواع جديدة من الثياب واللبسات، يعني هذا ما لا نريده، وإنما نريد لبسًا معقولاً حتى تشتغل البنات بالدراسة، وحتى تشتغل البنات بطلب العلم، وإلا فإن العلم سيضيع إذا جعلنا المدرسة معرضًا للأزياء تتفنن كل فتاة بعرض مفاتنها وفي إبداء أحسن ما عندها من ثياب وإكسسوارات وزينات وحُلي، وتتباهى في تسريحاتها ومشيها، هذا يجعل المدرسة مكان للاستعراض والعرض، وهذا يضيع العلم ويضيع كثيرًا من العلم والقيم أيضًا الأخلاقية.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، ونتمنى دائمًا أن تشتغلي بما يُرضي الله تبارك وتعالى، ونشكر هذا السؤال الذي يدل فعلاً على أنك متضايقة من هذا الذي يحصل، ونعتقد أن البداية الصحيحة هو أن تكوني حازمة في بعض الأمور، وناضجة وعاقلة، ومنصرفة للمهم، وكما قلنا تدوري حول الصالحات، وتنتقي المفلحات الحريصات على النجاح، وتذكري أن عندك مهمة غالية وهي مهمة النجاح والاجتهاد في الدراسة.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونكرر شكرنا على هذا التواصل، ونسأل الله تبارك أن يهيأ لك من الأمر رشدًا، وأن يعينك على شكر النعم باستخدام هذه النعم فيما يرضي الله، وبالتقيد بما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أحكام وآداب في هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
ومرة أخرى: نؤكد أي فتاة تعرف كيف تُبدي محاسنها وكيف تستر محاسنها، فكوني أنت من يستر هذه المحاسن على الأقل في الأماكن التي تجلب لك المشكلات وفي أماكن الدراسة، والفتاة لا يجوز لها إبراز مفاتنها إلا بين محارمها وإلا مع زوجها الحلال في مستقبل أيامها وحياتها، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.