السؤال
أعاني من ( dermatillomania ) أو (skin picking desorder)، فإن وسواسي هو في وجهي، فعندما أغضب، أو أشعر بالملل أو التوتر تبدأ يدي بتلمس وتحسس وجهي باحثة عن أي شيء تستطيع أن تغرس به أظفارها لتقتلعه، فما إن أشعر بشيء حتى أقفز أمام المرآة لأراه جيدا، وأتخلص منه حالا، فحتى لو كان هذا الشيء عبارة عن نقطة سوداء، أو حبة صغيرة لا رأس لها، فإنني عندما أراها أتوتر جدا، وأصبح كالغائبة عن الوعي، وينصب تركيزي كله على هذا الشيء الصغير في وجهي، فأحاول إخراجه، فإن لم يخرج بسهولة، فأنا على استعداد لأن أمكث يوما كاملا لأحفر في خدي وفي لحمي حتى يخرج هذا الشيء الصغير الذي لا يكاد يُرى.
ودائما عندما أخرجه أظل أبحث وأبحث عن غيره، وهكذا حتى تملأ الدماء وجهي فعندما أُخرج كل شيء وتنتهي النوبة حتى أعود لحالتي الطبيعية، فأجد نفسي نادمة متحسرة على ما جنته يداي في وجهي، ولكن للأسف هذا الندم وهذه الحسرة لم تستطع أن تمنع هذا الوسواس العنيد جدا، فلا تكاد أن تشفى هذه الجروح حتى أجد نفسي قد صنعت غيرها، وما يؤلم هو أن طبيعة بشرتي صافية خالية من الحبوب، ومن يراني يحسب أني مصابة بأسوأ أنواع الأمراض الجلدية، فالبقع الحمراء والتسلخات والجروح وآثارها تملأ وجهي.
وجهي المسكين الذي ما إن تهدأ نفسي، ويخف هذا الوسواس حتى أجده بدأ بالتنفس، وبدأت الجروح بالشفاء وبدأ النور يعود إليه، ولكن للأسف هذه الهدنة لا تطول، فسريعا ما أعود لأحدث جروحا جديدة، وهكذا منذ أكثر من سنة.
وبعد هذا كله لا أظن أنه من الضروري أن أخبركم عما ترتب على هذا الوسواس من ضيق واكتئاب وانعزال عن الناس، الناس الذين ما إن يروني حتى تظهر عليهم ملامح الاندهاش والاستغراب، فلا يملكون إلا أن يسألوا، فمما يقولون: ما الذي حل بوجهك؟ لقد كان وجهك صافيا؟ كيف حدث هذا فأنت لم تكوني تعانين من حب الشباب؟ بشرتك كانت كبشرة الأطفال؟هم يقولون ويسألون، وأنا أتألم، ولا أعرف بماذا أجيبهم!
أرجوكم ساعدوني ببعض النصائح.