السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوجة، عمري 30 سنة، وأم لأربعة أطفال، بعد ولادتي الأخيرة أرضعت ابنتي لمدة تسعة أشهر.

مشكلتي أن حجم الثدي عندي صغير جداً، حتى أنه أصبح عبارة عن جلد فقط، وهذا الشيء يشعرني بالضيق، وأحاول ألا أرتدي ملابس ضيقة، كي لا يظهر حجمه.

وشكراً لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ malak حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المعروف -ياعزيزتي- بأن تكرر الحمل والإرضاع يغير من شكل وحجم الثدي، وقد لا يبدو هذا التغيير واضحاً بعد الحمل الأول أو الثاني، لكنه بالتأكيد سيصبح واضحاً بعد الحمل الرابع، وهذه التغيرات تعتمد أحياناً كدليل في الطب الشرعي؛ لإثبات أن السيدة قد سبق لها الحمل.

يتألف الثدي من غدد الحليب، ومن نسيج دهني حولها، وغدد الحليب تعتبر هي الجزء الوظيفي والهام، وهذه الغدد عددها دائماً ثابت عند كل النساء، مهما كان حجم الثدي، وما يسبب اختلاف الحجم، هو كمية النسيج الشحمي في الثدي فقط.

لذلك ومن الناحية الوظيفية؛ فإن الثدي الصغير قادر على القيام بوظيفته، ويمكنه الإرضاع بنفس كفاءة الثدي الكبير، إن لم يكن أفضل .

لا قاعدة ثابتة يمكن القول بها بالنسبة لحجم الثدي، فقد يعود الثدي إلى حجمه الأصلي قبل الإرضاع، أو قد يصبح بحجم أكبر قليلاً، أو قد يصبح أصغر حجماً مما كان عليه قبل الحمل، ويبدو بأن الاحتمال الأخير هو ما حدث عندك.

وبالنسبة للترهل، فإن كل النساء سيلاحظن درجة من الترهل بعد الفطام، لكن بعض النساء يكون الترهل عندهن بسيط، بينما البعض الآخر شديد، وهذا يتبع الوراثة بالدرجة الأولى، وهنالك عوامل إضافية، لكنها ثانوية، مثل: مقدار الزيادة في الوزن التي حدثت خلال الحمل، تكرر الحمول وتقاربها، عمر السيدة، حجم الثدي قبل الحمل، التدخين، والتغذية.

وللأسف -ياعزيزتي- فلغاية الآن لم يتم اكتشاف أدوية، أو كريمات تفيد في إزالة الترهل، أو تعمل على تكبير الثدي، وكل مايروج له من أدوية أو مكملات غذائية، هو غير فعال، بل وقد يكون ضاراً وخطراً، ولا أنصحك باستخدامه، والحل الوحيد المتوفر حالياً لإزالة الترهل، وتكبير الثدي، هو عن طريق الجراحة التجميلية، بزرع حشوات في نسيج الثدي.

وأنصحك بأن تعملي على زيادة وزنك إن كان دون الحد الطبيعي، وممارسة الرياضة التي تحرك الجزء العلوي من الجسم، خاصة عضلات الصدر؛ لأن تقوية عضلات الصدر سيجعل الثدي يبرز للأمام، ويبدو مشدوداً وأكبر حجما.

ونصيحتي الأهم لك هي بأن تتعودي على جسمك، وأن تحبيه وترضي به، وأن تنظري إلى كل تغير حدث بفخر وإعتزاز، فهذه التغيرات هي دلالة على أن جسمك قد قام بالمهمة العظيمة التي خلق من أجلها.

نسأل الله -العلي القدير- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائماً.