السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
بالبداية: أود أن أشكركم على سعيكم في مساعدتنا، جعله الله في ميزان حسناتكم.
مشكلتي: أن ابني لا يتقبل والده، وهذه لها قصة طويلة، أرجو منكم سعة الصدر لسماعها ومساعدتي في حلها.
أنا أم لطفل عمره سنتان وعشرة شهور، وطفلة عمرها سنة واحدة.
عندما كنت حاملاً بابني سافر زوجي للدارسة في الولايات المتحدة، وبقيت أنا عند أهلي للولادة، ثم أخذه والسفر لوالده، بعد الولادة حدثت مشاكل في سفري، اضطررت لترك ابني وعمره أربعة أشهر عند والدتي، وسافرت أنا على أمل عند وصولي نكمل أوراقه، وأرجع لأخذه، ولكن لم أستطع لأسباب كثيرة، منها حملي، المهم أكملنا فترة الدراسة ورجعنا، والتقينا بابني، وقد أصبح عمره سنتين وثلاثة أشهر.
عودته علي في بداية الأمر، ثم أخذته ليتعرف على والده، ويتعود عليه، مرت الآن سبعة أشهر على وصولنا، وابني لديه بعض التردد نحو والده، مع العلم أنه لا يعاني من أي تردد نحوي، ووالده يعامله معاملة جيدة، وحذر جداً في معاملته، يجلب له الألعاب، ويلاعبه، ولا يجعله يشعر بأي شيء غير مستقر، علماً أن ابني لم ير أهلي ووالدتي منذ وصولنا إلى الآن، حتى أنه نسيهم ونسي كل ما يتعلق بهم، وحتى عندما أذهب لزيارة أهلي، آخذ ابنتي فقط، وأترك ابني عند والده.
أضيف معلومة، أن زوجي وأهلي ليسوا على وفاق، ومنع زوجي ابني من زيارة أهلي، وليس ذلك بسبب قطيعته لهم، وإنما لصالح ابني حتى يتعود عليه، وينسى كل شيء يتعلق بأهلي، ويبدأ حياة جديدة.
ابني الآن متقبل والده ويعرفه، ولكن يوماً يميل إليه، ويوماً يتردد منه، يخاف من والده جداً، وإن صرخ عليه أو عاقبه لسلوك غير جيد منه، أجده ينفر منه، مع العلم أنني أعاقبه إذا أخطأ، ولكن لا يتغير شيء من مشاعره وسلوكه نحوي.
اتفقنا أنا وزوجي على أن لا يعاقبه إذا أخطأ، ولا يوبخه أو يصرخ به، وأنا أقوم بهذه الأشياء بدلاً عنه، ثم يأخذه زوجي في حضنه ويهدئه، ولكن بلا جدوى، نجحت الفكرة فترة، ثم رجعت الأمور كما كانت، أغلب الأحيان عندما يجلس مع والده، ولا يجدني قربه، يبكي ويسأل أين أمي، وكأن الذي بجانبه رجلاً غريباً، وبقي لوحده معه، احترت في أمره، وبدأ زوجي يغضب لهذا الوضع، ويصرخ عليه، لأنه يحاول بكل الطرق أن يكسبه، ولكن ابني متعلق بي كثيراً جداً، بالمقابل يخاف ويتردد من والده، وحتى أحيانا يخاف أن يخرج معه وحده، إلا إذا رآني أو رأى أخته معه، يوافق بالخروج معه، مع العلم أنني قضيت فترة قصيرة عند أهلي، وعودته عليه، علماً أن زوجي يتعمد يبتعد عن ابنته المتعلقة به، ويلجأ إليه ويدلعه ويحمله.
أرجو منكم مساعدتي، -من بعد مساعدة ربي- في إيجاد طريقه تقربه من والده.