السؤال
السلام عليكم
أبلغ من العمر أربعين عاما، ترتيبي في الأسرة الثالث أو الأوسط بين أربع من البنات، وأنا الذكر الوحيد، تربيت على الحياة الناعمة، أو تلبية طلباتي، وأنا عصبي وأصر على ما أريد.
لم أكن أعتقد أني كنت أعاني من وجودي بين بنات، وكنت أحب التميز، وكان والدي مشغولا عني بعمله، وكنت أعمل ما أريد، لم يكن يعطيني مالا كثيرا أو يشتري لي أشياء، إنما كان يتركني أعمل ما أريد بإهمال منه، وعصبية مني، لا أعلم؟
المهم وصلت إلى المرحة المتوسطة وأصابني خوف شديد من أن أفشل في اختبار السنة الأخيرة من الإعدادية، وتعبت وصارت لدي أفكار غريبة، هل ممكن أفشل، وهل ممكن يكون الله كاتب هذا عنده، وإذا كان كاتبا هذا عنده ما العمل؟
أصابتني حالة غريبة حتى ذهبت إلى طبيب باطني، وأعطاني حبوبا كانت للمعدة والقولون، تحسنت وعشت حياة طبيعية مع وجود جميع المشاعر السابقة من محاولة إثبات نفسي أني متميز، وأنني رجل.
كنت حينها قاسيا على نفسي، ودائما أريد شيئا أظهر به أمام الناس أني مميز، ولكن هذا سبب لي إحباطا وشعورا أني أحاول أن أوجد لفسي مكانا، ولكن كنت أفكر لوحدي، ووالدي لم يوجهني في شيء، وكنت أحاول دراسة الكثير من الأشياء، ربما لأني أستعجل الثمرة.
مررت بمرحلة صعبة بعد العشرين من عمري، وأصابني خوف شديد من الأمراض المعدية، وحاولت الخروج من الوساوس بطريقتي، وعلاج "الروحانين" ولم أكن أعلم أن ما بي هو مرض نفسي، وكنت أخاف وأكثر من الوسواس، وأحاول أن أكون طبيعيا، ولكن هذا يسبب لي ضغطا نفسيا كبيرا.
هذه النقطة التي الآن تتعبني، وأريد جوابا واضحا فيها، هل لو أن أحدا دخل الحمام للحلاقة وجرح نفسه ثم خرج وصافحني أو لمس حاجة وأنا لمستها بعده هل هذا معد، وينقل الفيروسات؟
ما زلت أعاني من مشكلة التضارب في التفكير، أقول لنفسي: كل الناس تتقابل في المناسبات والأفراح وأكيد قبل مجيئهم منهم من حلق من شعر جسمه، ويوجد منهم من جرح.
أريد أن أعيش كإنسان طبيعي، أشعر أن هذا التفكير غير طبيعي، كل ما يزعجني أني أخاف الشك في نقل عدوى، وأعود إلى الحالة التي انتابتني في العشرينات من عمري، من عمل تحاليل، وخوف وقلق، ودائما أحمي نفسي من أجل أن لا أعود مع وجود هذه الأفكار أني أخاف من حضور المناسبات، ولكني أحضر إذا لزم الأمر وأغسل يدي وأتوكل على الله، ولا يحصل شيء.
صادفتني مواقف، ومشت الأمور، لأني أخاطب العقل والدين، والحمد لله أن أنجح، ولكن المشكلة أني أريد أن أرتاح من هذا الموضوع، ومشكلتي أني باحتمال بسيط أنزعج، وأفضل الجانب الأمني والاحتياطي.
هل الجروح البسيطة لو أن المجروح مسح يده أو غسلها وبعد ذلك لمس شيئا ولمسته أو لمس أشياء كثيرة ولمستها تشكل خطرا؟
الآن تزوجت، وعندي ولدان وبنت، وأعمل مع والدي، ووالدي بصحة جيدة، وهو يحب أن يكون هو الإداري لكل شيء، وأنا أرى وضعي مهمشا، وأعيش مع والدي ووالدتي، ولكن عملي فقط أن أختار الموديلات، وأرتب المحل فقط، وهو من يدير المحل ويبيع ويشتري، تعبت من أني لم أحقق ذاتي إلى الآن، تعبت من وضعي، حاولت البحث عن عمل بعيد عن والدي، ولكنه يريدني معه، وأنا محتار، تعبت وزوجتي تعبت من هذا الوضع، وعندي قلق عام حتى في المعاشرة، قلق وخوف من الفشل، وكثير من الأفكار السلبية مع هذا أنا أضغط على نفسي، وأحول أن لا يظهر هذا لأحد.
أرشدوني إلى الاختيار السليم، وفقكم الله.