السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية، أود أن أشكركم على موقعكم الرائع، فأنا من المتابعين اليوميين للموقع ولما تقدمونه من إرشادات ونصائح في مختلف الموضوعات.
أنا فتاة في السادسة والعشرين من عمري، طالبة ماجستير، ومشاكلي كثيرة، وسأحاول اختصارها -بإذن الله تعالى-.
مشكلتي الأولى تتعلق برسالة الماجستير؛ فقد مر عام ونصف تقريباً منذ بداية كتابتها، وحتى الآن لم أتمكن من إتمامها، ولا أملك الطاقة الكافية للقيام بذلك، والسبب هو مشاكلي النفسية، على الرغم من أنني أخبر نفسي بأنه يجب علي الكتابة اليوم، وأنني يجب أن أجد وقتًا للاجتهاد، إلا أن مشاكلي الكثيرة تحول دون ذلك، والعبء الذي أواجهه في المنزل ثقيل للغاية؛ مما يسبب لي تعبًا شديدًا، ويجعلني غير قادرة على القراءة أو الكتابة لفترات طويلة.
مشكلتي الثانية: هي الوسواس القهري، فهو يكاد يقتلني، أنا كثيرة الوسوسة بفكرة أنني لا أستطيع إتمام الرسالة، وأنني لن أحصل على تقدير عالٍ، وأعرف أن العلاج يكمن في الإعراض عن الوسوسة وتجاهلها، ولكن كلما حاولت إبعاد هذه الفكرة الوسواسية عن رأسي، تعود إليّ مرة أخرى.
مشكلتي الثالثة: الاكتئاب، فأنا أعاني منه منذ 10 سنوات، وأشتكي من ضيق الصدر دائمًا ، وفقدان الرغبة والحماس في كل شيء، والتفكير بالانتحار مرارًا وتكرارًا.
مشكلتي الرابعة: هي فقدان الثقة بالنفس، فلا أثق في نفسي أبدًا، ربما يعود السبب في ذلك إلى قلة جمالي، فأنا إنسانة لست جميلة، بل عادية، فلا أملك شيئًا أتميز به عن غيري، وما يزيد الطين بلة أنني أعاني من الشيب منذ كان عمري 10 سنوات، فالشيب كثير في شعري، ويكاد يغطيه بأكمله، كما أنني قصيرة القامة، وكلما حاول شخص ما ابتزازي بسبب قصر قامتي، انزعجت وغضبت بسرعة، وأرد عليه، فلا أستطيع تحمل الانتقاد على شكلي من أحد.
وما يزيدني تعاسة أنني الوحيدة بين أخواتي التي تعاني من الشيب وقصر القامة، بل أنا الوحيدة التي تأخر زواجها، فإلى اليوم لم يتقدم أحد لخطبتي إلا في حالات نادرة جدًا، وعادةً ما يكون الشخص في حينها غير مناسب لي.
ومشكلتي الخامسة: أنني أرى نفسي قد كبرت في العمر، على الرغم من صغر سني، ولا أعرف لماذا؟ وأجلس أتحسر على ما مضى من عمري.
لا أعرف ماذا أصابني، فقد كنت إنسانة نشيطة وحيوية، ومحبة للحياة، وكان لدي رغبة وحماس شديدان في المثابرة والدراسة، فما السبب؟ وهل أنا بحاجة لزيارة الطبيب النفسي؟ فأنا لا أستطيع الذهاب إلى الطبيب لكوني خجولة وكتومة جدًا.
أعتذر عن الإطالة، راجيةً منكم سعة صدوركم فيما كتبت إليكم، فلا أحد بجانبي أستطيع البوح له عما بداخلي، ووجدت في موقعكم الخير الكثير، وهذا ما دفعني للكتابة إليكم.
وشكرًا لكم مرة أخرى.