السؤال
السلام عليكم
أعرف رجلا وصل عمره إلى الـ 40 سنة, وهو محجم عن الزواج، فما هي النصيحة التي تقدمونها له؟
وجزاكم الله عنا كل خير.
السلام عليكم
أعرف رجلا وصل عمره إلى الـ 40 سنة, وهو محجم عن الزواج، فما هي النصيحة التي تقدمونها له؟
وجزاكم الله عنا كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب, ونسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يجعلك مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، نشكر لك حرصك على منافع الآخرين, وتقديم النصح لهم, وهذا علامة على حسن إسلامك، نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.
أما هذا الرجل الذي وصل إلى الأربعين من عمره, وهو لا يزال محجماً على الزواج؛ فإن كان ثم مانع يمنعه من الزواج, كعدم القدرة, ونحو ذلك, وهو أعلم بنفسه وأدرى بالقرار الصحيح؛ فإن الزواج لا يستحب لكل أحد, فإن كان ثم ما يمنعه فربما يكون قراره قراراً سليماً، أما إذا لم يكن ثم ما يحول بينه وبين الزواج, والقيام بحقوق الزوجة, فلا ينبغي له أن يترك الزواج إذا لم يكن مشتغلاً بالعبادة متفرغاً لها.
الزواج سنة النبي صلى الله عليه وسلم, وقد قال: "من رغب عن سنتي فليس مني" وجاءت النصوص الكثيرة في الحض على الزواج، في قوله سبحانه وتعالى: "وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله" وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تزوجوا الودود الولود".
والنصوص في هذا المعنى كثيرة, ولا يخفى ما يترتب على الزواج من المصالح والمنافع الدينية والدنيوية, فإنه تكميل للدين, وإعفاف للنفس, وصيانة للإنسان من الوقوع في الحرام, وفي المنافع الدنيوية منافعه كثيرة من أجلها وأعظمها تحصيل الولد, والذي يقوم بالوالد عند الحاجة والضعف, وهو استمرار لعمل الإنسان بعد مماته, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث, ومنها ولد صالح يدعو له بعد موته".
فالزواج تتحصل به هذه المنافع العظيمة، ولهذا جاءت الشريعة بالحث عليه والترغيب فيه, ووعد الله تعالى من يسعى في الزواج لإعفاف نفسه بالإعانة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم, ومنهم ناكح يريد العفاف.
فهذا الأخ ينبغي أن ينصح برفق ولين, ويذكر بما يترتب على الزواج من المنافع الدينية والدنيوية, لعل الله تعالى يشرح صدره لذلك، وفي الجملة فإن ترك الزواج ليس إثماً ما دام الإنسان لا يقع فيما حرم الله تعالى عليه، فلا يجب عليه الزواج إلا إذا خشي الوقوع في الحرام.
نسأل الله تعالى أن يفقهنا جميعاً في دينه.