السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتقدم بالشكر للقائمين على الموقع، وأخصك -أنت- يا دكتور محمد؛ لما تقدمه من خبرات واستشارات، ـجعلها الله في موازين حسناتك- ووفقك للخير.
أدخل في صلب الموضوع: أنا عمري 28 سنة، ومتزوج منذ سنتين, مشكلتي بدأت في عام 2007م, وأنا منذ ذلك اليوم أعيش في همّ وعذاب؛ حيث إني كنت في رحلة طيران، وبعد الإقلاع حدث صوت ما في الطائرة، فأصبت بخوف شديد، ولا أستطيع الفرار.
قبل هذا كنت أعشق الطيران والطائرة, وبعد هبوطنا بسلام, وفي أحد الأيام -وأنا أصلي بالمسجد الحرام والإمام يقرأ- انتابني خوف ورعشة وتعرّق ودوخة، وشعور بأني سأسقط، وأني سأموت، وصوت بداخلي يقول لي: اقطع الصلاة -ولا أستطيع قطع الصلاة، والمصلون من حولي وخلفي- وكلما صليت صلاة -وخصوصًا في الصلاة الجهرية وكذلك في الصفوف الأولى- ينتابني هذا الشعور.
لا أعرف ما هذا الشيء الذي غير حياتي للأسوأ؟ هل هو سحر أم عين أم ماذا؟ علمًا بأنّ لديّ أخًا أصيب بالاكتئاب في شبابه، ولا يزال إلى الآن يتعالج؛ مرة يُقال: عنده اكتئاب ثنائي القطب، ومرة يُقال: عنده سحر.
لا أستطيع أن أصف لك مدى العذاب الذي أنا فيه؛ أصبحت أخاف من الطائرة، والصلاة، والمصعد، والمرتفعات، وقيادة السيارة في خطوط سريعة ومزدحمة، أحسّ بدوخة وعدم اتزان، وأني سأفقد السيطرة على السيارة، وعدم التركيز والنسيان المستمر، ولا أنام وحيدًا في المنزل، وإذا جلست فيه يأتيني تفكير بأنه سيظهر لي شيء ما.
للعلم تأتيني لحظات أشعر أني سأتغلب عليها، وخاصة بعد قراءة إرشادات نفسية، ولكني أكثر المرات أفشل، تأتيني عزيمة وتنهار، أحاول أن أحقّر هذا الشيء الذي ينتابني، فما هي إلا ثوانٍ وإذا بي في الموقف نفسه من جديد.
قبل فترة حجزت، وكنت سأسافر أرفّهُ عن نفسي وعن أهلي، ويوم السفر ألغيت الرحلة، ولا أخفيك ما ترتبت على ذلك من مشاكل أسرية، وألمٌ نفسيٌ؛ حيث إني منيتُهم بالسفر... ولم أكن هكذا من قبل هذه المشكلة.
أرجو أن تساعدني، وجزاك الله خيرًا.