السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاماً، لدي طموح بأن أصبح داعية -بإذن الله-، وبدأت بتطبيق خطتي وهي أن ألتحق أولاً بتحفيظ القرآن الكريم وأحفظ القرآن كاملاً، وقد أتممت عشرة أجزاء -ولله الحمد والمنة-، ولكن لدي مشكله أراها عائقا كبيرا في حياتي، وأتألم كثيراً من هذه المشكلة التي حيرتني، ووالله إني أبكي كثيراً، وأدعو الله دائماً أن يشفيني، وها أنا هنا أتوكل على الله بطلب الدواء كما أمرنا الحبيب -صلى الله عليه وسلم-، ومستعدة لعمل أي شيء إلا الذهاب للطبيب النفسي؛ لأن الحالة المادية لا تسمح، كما أن أهلي لا يهتمون بهذا الأمر أبداً، مع أني حاولت إقناع أمي بأن لدي مشكلة نفسية، ولكنها دائماً تنهرني، وتقول ان هذا (دلع بنات).
منذ أربع سنوات وأنا أعاني من هذه المشكلة، وأبحث كثيراً لعلي أجد الحل، المشكلة هي ما يسمى بالرهاب الاجتماعي، أعرف معلومات كثيرة عن هذا المرض من كثرة اطلاعي عليه خلال هذه الأربع سنوات، وطبقت ما يسمى بالتنبيه الذهني إلا أني واجهت مشكلة، فأنا لم أستطع أن أفرق بين أفكاري وأفكار الرهاب، فأثناء المواجهة أحس بعدم تركيز وتشتت فظيع، وليس لدي الوقت حينها للتفريق بين الأفكار لأنها تتسلط عليّ، فأظل أتأمل في نفسي وتارة أنظر لأعين الناس كيف نظرتهم، وتارة أتحرك يمنة ويسرة كالمجنونة، مع العلم بأني بعد التحاقي بالمعهد وجدت طمأنينة أعانتني بعد الله على التخلص من الرهاب بين عائلتي، لأن الرهاب سابقاً كان يتعدى حتى لاجتماعي مع أمي وأبي وأخي، لكن الآن -الحمد لله- لا أجد صعوبة، بالعكس فأنا مرحة مع أمي وأبي، وأحاول أن أبرهما لأحصل على الثواب من الله تعالى، إذاً فالرهاب يمنعني من التخلق بالأخلاق الحسنة، وهذا الذي يحزنني كثيراً.
كما أني أعاني من التسويف والخمول، ونقطة مهمة كثيراً أن عائلتي جميعهم يعانون من الخجل حسب تشخيصي، فوالدي يكره مخالطة الناس، أما أخي الكبير أرى فيه احمرار الوجه، ولكنه لا يبالي فهو اجتماعي جداً، ولا أرى فيه إلا الاحمرار، أما باقي الأعراض فلا توجد أبداً، وإخوتي الباقون جميعهم تخلصوا من الخجل ولا أعلم كيف! وعلى فكرة يا دكتور أنا أتمنى أن أعالج والدي، فأنا أحزن كثيراً عندما أراه يتلعثم بين الناس ويخجل، جداً جداً وأحزن عليه.
والله المستعان، وعذراً على الإطالة.