السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أود أن أشكركم حقيقة على ما تفعلونه للإسلام والمسلمين، سائلاً المولى عز وجل أن يجعله في موازين حسناتكم، وأن يجعلكم مباركين أينما كنتم.
أنا شاب أبلغ من العمر 25عامًا، وبعد الاطلاع والقراءة في الإنترنت وجدت أني مصاب بالرهاب الاجتماعي, فحينما أستذكر طفولتي وبعض تفاصيلها، أستنتج أن الرهاب الاجتماعي كان حاضراً معي منذ الطفولة، حيث إني كنت لا أحب الوقوف أمام الطلاب والإلقاء، وأتضايق جداً متى طلب مني ذلك.
كنت -أيضاً- لا أحب المشاركة مع المدرس؛ خوفاً من الوقوع في أمر محرج والخطأ، أو أن أكون مصدر الانتباه, ولكن بعد مرور الزمن، وبعدما كبرت والتحقت بالجامعة بدأت أحس بأنه لدي بالفعل مشكلة، حيث إني حينما كنت طالباً جامعياً كنت أتخوف من مسألة الوقوف والإلقاء أمام الطلاب، أو المحاورة أمام قاعة مليئة بالطلاب، وكنت أتعمد الغياب متى ما طلب مني إلقاء درس أو موضوع أمام الطلاب.
تطورت مشكلتي مع الرهاب، حيث إني بدأت من باب التخوف أبتعد عن أي شيء قد يسبب لي خوفاً أو إحراجاً مثل: الذهاب إلى المناسبات، أو التحدث مع الأصدقاء، أو الأكل أمام الناس، أو الذهاب إلى الأماكن المزدحمة، بدأت بعدها أحس أن هذه التخوفات بدأت تشكل عائقاً أمام تحقيق أحلامي.
ومن هنا بدأت رحلتي في القراءة عن المشكلة، وكيفية علاجها، وكوني مجيداً للغة الإنجليزية بدأت أقرأ مقالات واستشارات لأطباء، وانغمست فيها، وبدأت تدريجياً علاجها عن طريق تعريض نفسي كالذهاب إلى المناسبات، والمحافظة على صلاة الجماعة في المسجد، والتحدث مع الأصدقاء, وبفضل من الله تخلصت من أكثرها، ولكن لا تزال هناك تخوفات بسيطة تحصل لي -كوني تعينت -ولله الحمد- معلماً- مثل: الخوف من الشرح أمام الطلاب، أو أن شرحي غير مفهوم، وأني غير كفؤ للتدريس، ومثل التخوف من إكمال دراساتي العليا؛ خوفاً من المناقشات المطولة، وغير ذلك بالرغم إني -وبفضل من الله- تخرجت بامتياز حاصلاً على مرتبة الشرف الثانية.
فـأرجو من الله أولاً، ومن ثم منكم أن تساعدوني في حل هذه المشكلة التي سببت لي مشاكل في حياتي، ولكم مني الدعاء, وأرجو -أيضاً- ألا يكون علاجها هو الذهاب للطبيب النفسي؛ فحالتي الاجتماعية معقدة، ولا تسمح بذلك.
أخيراً أسأل المولى عز وجل أن يبارك فيكم، ويجعلكم ممن قال الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- عنهم: (من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة).