السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي في هذه الحياة منذ طفولتي وحتى الآن، هي: الخوف.
سأحاول أن أختصر، وبنفس الوقت سأذكر ما أرى أنه لا بد من ذكره؛ حتى تقدم لي النصيحة، فأنا أعاني، وحياتي ستُدمَّر بهذا الشكل.
سأقدّم لك -في البداية- نبذة بسيطة عن نفسي: أنا شاب، عمري20سنة، وأصْغَرُ إخوتي، رزقني الله بوجه جميل -والحمد لله-، مع العلم أني أرى نفسي بغير ذلك، خجول جداً جداً، أعاتب نفسي على أسباب تافهة، أكثر ما أخشاه، هو أن يقوم أحد بإحراجي، منطوٍ على نفسي، ليس لديّ أصدقاء اطلاقاً منذ الطفولة وحتى الآن، لست اجتماعيًّا بتاتاً (95% من وقتي في المنزل)، أخشى نظرات الناس إليّ، وأعتقد دائماً أنهم يتهامسون وينظرون إليّ بنظرة ازدراء، غير واثق بنفسي اطلاقاً.
دراستي من الابتدائية حتى تخرجت من الثانوية، كانت انتسابًا؛ وذلك لعدم تأقلُمي في المدرسة مع الطلاب منذ الصغر، وهذا بسبب الخوف.
منذ صغري وأنا متحمل المسؤولية، مع أني أصغر إخوتي! ولديّ إخوان ذكور، وهم أكبر مني، ولكن -سبحان الله- ما حدث منذ وفاة والدي، هو العكس، الأصغر هو من تحمل المسؤولية!
لا أدخن -ولله الحمد-.
أما لماذا أعاني من الخوف؟ فقد حصلت لي عدة مواقف كثيرة منذ الطفولة، عندما كان عمري: 5 سنوات و 8 سنوات و 13 سنة، تعرضت فيها لرعب شديد جداً.
الخوف الآن مستمر معي، أخاف من الناس، من الأشخاص، من النَّظَرات، من السيارات، من تجمُّع الناس، وأهمها الخوف من العراك؛ دفاعاً عن النفس، وليس للتباهي، وأيضاً بِنْيَتي الجسمانية ضعيفة، فعندما أفكر في هذا الشيء، أتخيل أن الناس تريد أذيتي، وعندما يؤذونني، لا أستطيع الدفاع عن نفسي بسبب الخوف.
عند ما أشعر بالخوف من هذه الأشياء، يحدث معي التالي:
1- يدق (يخفق) قلبي بسرعة شديدة، لدرجة أني أشعر به دقةً دقة، و يتوقف تفكيري، ولا أعلم ماذا أفعل؟
2- تلعثُم في الكلام، إذا كان الموقف الذي أنا به يتطلب الكلام.
3- أتصبب عرقاً بشكل غير طبيعي.
إذا كان يحدث لي هذا كله؛ كيف سأتعامل مع أي موقف يحصل معي سواء كان خيراً، أم شراً؟
هناك شيء أحبه كثيراً، وهو خارج عن إطار الخوف، أحب أن أحدِّث نفسي بصوت عالٍ أو أقوم بعمل اختبار للكلام مع شخص أريد التحدث معه، أطرح السؤال وأجيب نفسي.
أرجوك يادكتور، أنا أعاني، أريد حلًّا؛ فأنا أريد العمل، فقد وصلت لمرحلة يجب فيها الاعتماد على النفس، والعمل حتى أكوّن أسرة.
علماً بأني لم أعمل إطلاقاً من بعد إنهاء دراستي الثانوية عن طريق الانتساب، بسبب هذه المشكلة، سبحان الله! لا أعلم كيف أنهيت دراستي؟!
أريد لهذه المشكلة حــــلًّا دوائــــيًّا، فأملي كله في الله أولاً ثم بك أن تجد لي حلًّا، فأنا الآن كقِدْرِ الضغط، ولديّ إحساس بأني سأنفجر، وتمنيت أن أذهب إلى طبيب نفسي؛ لأشرح له حالتي، ولكن للأسف -حيث أعيش- من يذهب لطبيب نفسي، فهو غير عاقل.
أحببت أخيراً أن أنوّه أني الوحيد -من بين إخواني الذكور وحتى الإناث- مَن يعاني من هذه المشكلة، فسبحان الله! إخواني عكسي تمامًا!
أعتذر على الإطالة.
جزاكم الله خيرًا.