السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في البداية أسأل الله العلي القدير أن يجزيكم خير الجزاء على جهودكم في هذا الموقع الإلكتروني.
أنا طالبة، وعمري 25 سنة، وحاليا أحضر لرسالة الماجستير، مررت بمصاعب كثيرة، ولكنني بفضل الله عز وجل استطعت تجاوزها.
ولكن هناك مشكلة تؤرقني كثيرا، وهي: تأخر زواجي، ففي مرحلة البكالوريوس تقدم لي خطاب، ولكن جميعهم أدنى من المستوى الثقافي، أو المادي، أو الاجتماعي لنا؛ لذلك كانوا يرفضون من قبل أهلي دون أخذ رأيي، وكنت أوافقهم؛ لأنني أعلم جيدا بأن الأهل يريدون مصلحة ابنتهم.
واستمر تقدم الخطاب ورفضهم من قبل أهلي، وأذكر بأن آخر خاطب تقدم لي كان يحمل شهادة عالية، ولكنه ليس مقتدرا ماديا، بالإضافة إلى أن والدته تتمتع بشخصية قوية ومسيطرة، وقد كذبت في بعض التفاصيل التي تخص عائلتها.
أما الآن، فمنذ سبعة أشهر لم يتقدم لي أحد، فقد انتشر بين الجيران والمعارف أن أهل تلك الفتاة رفضوا العديد من الخطاب، ولا يعجبهم أحد، على الرغم من أن جميعهم أدنى من المستوى الثقافي، أو المادي، أو الاجتماعي.
وهنا بدأت معاناتي، أصبحت أقابل باللوم من قبل معارفنا وأقاربنا؛ بأنه هل يعقل أن ابنة الدكتور المعروف وطالبة دراسات عاليا لم تتزوج إلى الآن؟ والبعض يقول لي: هذا عقاب رباني؛ لأنكم رفضتم الكثير من الخطاب، والبعض نصحوني بالتدخل، فالقرار ليس مقتصرا على الأهل فقط، وآخرين يقولون لي: إن أهلك يريدون ملاكا في زماننا هذا، فتلك المواصفات نادرة جدا، ومنهم من يقول لي: إن أغلب الرجال لا يرغبون بالارتباط من طالبة الدراسات العليا؛ لأنها على خلاف الفتاة الأصغر منها سنا، وسيكون التعامل معها صعبا نوعا ما.
والآن لم يعد يتقدم لي أحد، وهذه المشكلة تؤرقني كثيرا؛ لدرجة أنني أهملت دراستي قبل فترة، وأصابني اكتئاب وإحباط، خصوصا أن زميلاتي جميعهن تزوجن.
أرجوك -يا شيخي الجليل- هل أهلي على صواب أم ماذا؟ وهل أقبل بالزواج من أي شخص أقل من المستوى الثقافي، أو المادي، أو الاجتماعي؟ هل هذا ابتلاء؟ هل هذا عقاب رباني كما قال لي البعض؟
أشعر بأنني متأخرة في كل شيء: في الزواج، وفي الوظيفة، علما بأنني أعلم جيدا أن الله قد ضمن الرزق لنا، وما دام الرزق بين يدي الله تعالى؛ فعلينا الاطمئنان، ولكن كلما طرقت آذاني كلمات لوم من البعض أعود للبكاء وإهمال كل شيء، لم أعد أحضر المناسبات الاجتماعية كالسابق؛ لأنني لا أريد سماع تلك الانتقادات والأمر ليس بيدي.
قل لي يا شيخ ماذا أفعل أرجوك؟ أستحلفك بالله أن تدعو لي.