السؤال
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أرجو قراءة مشكلتي بإمعان من فضلكم.
عمري 19عاماً. ما أعاني منه هو بصراحة قلة ثقة بالنفس، أو بمعنى أصح المراقبة والاهتمام بما يراني عليه الناس.
أنا أعرف أسباب هذه المشكلة, حيث أنني كنت في أول سنة في دراستي الجامعية شاباً واثقاً، أو بمعنى أصح لم أعاني مما أعاني منه الآن.
كنت أشارك كثيراً في الصف، وأذهب كثيرا إلى الدكاترة لسؤالهم, حيث أنهم كانوا لا يشرحون بشكل كاف، ويتأففون من أي سؤال, كبرت المشكلة حتى أنني أصبحت كلما أريد أن أقابلهم لأسألهم أحرج وأتعرق، وأصبحت أهتم بنظرة الطلاب لي في الجامعة، وأشعر أن كل الناس تنظر إلي، وأهتم بوضع يدي أثناء المحاضرة، وإذا أردت أن أتكلم أي كلمة أثناء المحاضرة كنت أحرج جدا وأتعرق.
الجامعة ليست في نفس منطقتي، فأنا أسكن بقرية خارج المدينة، لذلك كنت بحكم الغريب، انتهت تلك السنة بخيرها وشرها، وحصلت على درجات عالية –والحمد لله-، ودخلت التخصص الذي أريده.
في بداية السنة الثانية كانت سلوكياتي كالآتي:
- أشعر بصعوبة في التواصل مع زملائي، في أول السنة كنت أركن سيارتي بعيدا عنهم جدا، ثم تدريجيا أصبحت أركنها قريبا منهم، ولكن ليس في نفس الموقف.
- لا أخرج معهم في نزهاتهم؛ لأن حالتي المادية محدودة ومغترب، وكثيرا ما آخذ من أهلي بعض المال إذا لم تسد حاجتي المكافأة.
- أنا أقصر طالب في الدفعة، وأحس بنقص في شكلي، مع أنني لست قبيحاً بل وسيما، ولكن وزني زائد قليلا فقط وقصير.
- إذا وقعت محادثة ولو بسيطة بين أحد زملائي أقول بعد أن أرجع إلى المنزل: لو قلت كذا أو فعلت كذا لكان أفضل, وإذا تحدث أحدهم معي كلاما ودودا لطيفا أحس أنه تفضل علي.
- أصبحت حياتي في النهار في الجامعة, وحين أرجع إلى المنزل أنام، وحين أستيقظ يدور في ذهني ما فعلته في ذلك اليوم.
- أحس وبصراحة أنني وحيد، ليس لدي صديق من بين زملائي.
- أنا أكره الغش، ولا أغش في الامتحان، ولا أساعد أحدا في الغش؛ مما يزيد من كراهية زملائي لي.
- وتطور الأمر أنني في هذا اليوم عندما اجتمعت مع أقاربي الذين كنت آخذ راحتي في الحديث معهم، وأقول أي كلمة أريدها معهم وبلا مقدمات, أنني أصبحت أعاني من نفس الحالة التي كنت فيها في الجامعة, أحس أنهم ينظرون إلي، وأحس أيضاً أنهم يعتبروني شخصاً أقل منهم، رغم أنني أفضل منهم، وأحسن منهم وأنا أعلم ذلك، وأصبحت أيضاً أخشى مما يقوله الناس عني.
- أنا في مقدمة مرحلة جديدة، وهي الخطوبة والزواج وبناء الأسرة والمنزل، ولا أريد بصراحة أن تدوم هذه المشكلة معي، فأنا أريد أن أكون أباً ناجحاً وزوجاً ناجحاً -إن شاء الله-.
هل هذه الحالة مجرد تطور نفسي أمر به؟
ولكم جزيل الشكر.