السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أود أن أشكر الدكتور/ محمد عبد العليم، فقد تعلمت كثيراً، وجزاه الله خير الجزاء في الدارين.
عندي مشكلتان، وبانتظار توجيهكم وإرشادكم.
المشكلة الأولى:
أنا فتاة أبلغ من العمر (23) عاماً، في نهاية المرحلة الجامعية، شخصيتي مرحة جداً، وأحب الضحك واللعب، ولكنني أواجه انتقادات كثيرة بسبب هذه الشخصية المرحة، فالبعض ينصحني بأن أُصبح أكثر جدية، علماً بأنني أكون شخصية جادة في أوقات الجد، وهزلية في وقت الهزل.
حاولت مراراً أن أغير شخصيتي، ولكنني شعرت بأنني أتقمص شخصية أخرى، وأنا لست أنا، ومع مرور الوقت أُصبت بالوساوس، وأصبحت قلقة وخائفة من الإصابة بمرض الاكتئاب، فأنا خائفة من شبح الاكتئاب بعد تخرجي، أو بسبب الابتعاد عن رفيقاتي، أصبحت أفكر بهذا الأمر كثيراً، وحينما أصحو من نومي، أصبحت أشعر بالضيق، وأفكر بالمستقبل، وأتساءل دائماً ماذا سيحدث بعد تخرجي؟ أنا لا أملك أي أهداف واضحة، لقد أصبحت المخاوف تزورني كل مرة، مخاوفي من مرض الاكتئاب.
مشكلتي الثانية:
كل أحلامي منذ صغري مرتبطة في الشريعة، وفي المجالات الدينية، فقد كنت أسعى جاهدة لكي أكون مثل الشيخين (ديدات واستيس)، وأن يكون تأثيري واضحاً في الأمة، فحماسي الشديد لتحقيق هذا الحلم، واندفاعي الكبير للقراءة والاطلاع في كتب العقيدة، والمناظرات الدينية، جلب لي الوسواس الإلحادي وأنا في عمر (14) سنة، واستمر معي حتى وصلت إلى عمر (18) سنة، فتركت الكتب، والقراءة؛ لأنها جعلت حياتي أسوأ من السابق، وحينما التحقت بالجامعة، دخلت مجالاً لا أرغب فيه، فتعثرت دراسياً، وانخفض مستواي الدراسي بشكل كبير جداً.
أنا الآن على أبواب التخرج، ولم يبق إلا القليل لتخرجي، لكنني لا أملك أي هدف، حلمي الوحيد وأمنيتي الوحيدة هي النجاح في المجال الديني، أشعر وكأنني توقفت هنا في منتصف الطريق، وليس باستطاعتي التحرك إلا في مجال الدين، فما هو الحل؟
أفيدوني، جزاكم الله خيراً.