السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أبلغ من العمر (25) سنة، فأنا دائم الحيرة، وأحياناً أحس بكراهية للناس كلهم حتى إخواني وأسرتي؛ لأني أنظر إلى تصرفاتهم بأنها غلط وكل أمورهم غلط في غلط، حتى خطيبتي اكتشفت أنها كاذبة في كل ما تقول، ودائماً تكذب عليّ، وفي أشياء كثيرة تخفيها عليّ، وينكشف كذبها بعد ذلك، مع أنى عارف ومتأكد أنها تحبني جداً، وقد فارقتها ونفسي تراودني على أن أرجع لها، وهي تتمنى ذلك، لكني حيران خائف، كيف أرجع لها فتكذب مرةً أخرى، أما أنا فقد تعبت كثيراً في حياتي، فبعد وفاة والدي اسودت الدنيا في عيني، خاصةً بعدما بدأت أدير أعماله التي تركها، وبدأت أحس بمتاعب الحياة والمشاكل التي واجهتني من أعمامي بعدما أخذوا منى أرضاً شاسعة بحجة أن لهم إرثاً عند والدي، وكانت هذه الأرض هي مستقبلنا بعدما ضاع كل مالنا على والدي أثناء وجوده في المستشفى قبل وفاته، ولو كان طال علاجه لكنا استلفنا لكي نصرف على علاجه، والآن أنا أشعر بأن العمل الذي أديره بدأ يفشل لظروف خارجة عن إرادتي، بسبب الحكومة، وبسبب الركود الذي نعيشه، وكل ذلك غيّر حياتي الشخصية، فأنا في قمة حزني الشديد مع العراق وفلسطين والمسلمين الذين يذبحون ويهانون، وأحس بأن كل العرب والمسلمين مكتوب عليهم بأن يعيشوا مهانين ومظلومين، أحياناً أتمنى أن أتكلم والدنيا كلها تسمعني، لكن أحس أني مربوط لا أقدر أن أعمل شيئاً؛ لأني أشعر أنه لا حاجة لي في هذه الدنيا، ولا لي أحد أبث له ما في داخلي، ولا أجد أحداً يفهمني أبداً، لا إخواني ولا أصحابي ولا أسرتي، فأنا شخص يفتقد الصديق ويشعر بالوحدة، ودائماً أفكر في المستقبل وماذا سيحدث فيه، ولا أفكر في الماضي، وأهم سؤال أسأله نفسي كل يوم: يا ترى غداً ما هو المخبّأ لي، وما الذي سيحصل لي؟ وأنا من هو؟ وماذا سأكون لو أطال الله في عمري؟
أنا دائماً حيران وأخاف من الغد القادم، وأعمل له ألف حساب.
أعمل ماذا ؟ أفيدوني هل أنا مريض نفسياً، أم أنا واهم وهل أنا ظالم أم مظلوم؟
وشكراً.