السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أشكركم على كل شيء تقدمونه في الصفحة، وأشكرك -يا دكتور- لأنه أصبح من النادر أن نجد من يسمع ويحسن في النصيحة لوجه الله تعالي، لذلك أدعو لكم بدوام الصحة والعافية والسعادة والرضا من الله عز وجل.
أنا فتاة عمري 22 سنة، بطبعي مرحة، ولا أميل للكآبة والحزن أبدًا، مثابرة وعملية، أحب الخير، وأسعى لمساعدة الآخرين كثيرًا، حتى لو كان ذلك على حساب نفسي، وأخطط لمستقبلي، وأسعى لتطويره دومًا، ولكني تعرضت لعدة مشاكل ومع كثرتها تبدلت وتغيرت تمامًا.
المشكلة الأولى: هي عدم تفاهم أبي مع أمي، وخصام أبي الدائم لها، مع العديد من المحاولات للصلح منا ومن أمي أيضًا بكل الطرق الممكنة، ولكن بلا فائدة، فترات الصلح بينهما قصيرة، والخصام يطول وينتج عن ذلك أضرارا نفسية لنا، ونحاول التأقلم على ذلك، مع العلم بأن أبي يحبنا وحنون معنا وكريم.
المشكلة الثانية: هي تعرضنا لحالة من الموت في العائلة، توفي خالي أمامي وكنت أطعمه قبل الوفاة بثوان، كنت أحبه كثيرًا رحمه الله تعالى، أنا أدعو له، ومطمئنة عليه؛ لأن الله أنعم علينا بالسكينة والرضا.
المشكلة الثالثة: مرضت أختي الصغيرة، لكنها -والحمد لله رب العالمين- شفيت، لكن مرضها جعلني أكون أقرب إليها أكثر، لدرجة أنني أرى أنها لا تستطيع الاستغناء عني أبدًا، فأنا أخاف عليها كثيرًا، وأوجهها وأنصحها في كل أمورها، أشعر وكأنها ابنتي، وبعض الضغوط الحياتية الأخرى.
أصبحت أخاف، شعور بالخوف فقط، أخاف أن أموت ليس الخوف من مواجهة الموت أبدًا، فأنا مؤمنة -الحمد لله- ولكنه الخوف من أن أموت فيحزن أهلي عليّ، والخوف أيضًا من أي حالة موت، أو فقد لأحد -لا قدر الله- أريد أن نكون معًا سعداء.
أصبحت كلما علمت بموعد سفر أصر على إلغاء السفر، وعندما أشعر بألم أخاف أن يصير لي أمر، أقوم بأموري الحياتية، وأسعى لمستقبلي، ولكن بدون سعادة أو بدون شغف، أو حماس، خروجي من المنزل يزيد الرعب، وعندما أكون مع الآخرين أشعر بأنهم لن يروني مرة أخرى، وعندما يظلمني أحد أو يهينني أسامحه فورًا حتى لا أكون سببا في عقابه في الآخرة.
الفترة الأخيرة أصبحت أحدث كل أهلي، وأصدقائي وحتى البعيد عني، وكأني أودعهم أصبحت عطوفة وحنونة بشكل كبير، ولم أعد عصبية أبدًا مع تأنيب ضميري على كل شيء حسن لم أفعله، كل هذا التغيير يخيفني وكل ذلك -والله العظيم- أفعله بدون إرادتي أنا خائفة، مع إيماني بالله عز وجل والقضاء والقدر، -والحمد لله- لكني لا أعلم لماذا أصبحت هكذا؟!
أريد أن أعود كما كنت، أتمنى أن تساعدوني وأجد حلاً، ولكم جزيل الشكر.