السلام عليكم.

كيف يُعرف الإنسان أنه مختل عقليًا؟ هل يظهر مع الأشعة أن الإنسان مختل عقليًا أو فاقد للعقل أو يعرف ذلك بشكله الخارجي، بالحركات، ومظهره، وغيرها؟

السؤال الثاني: لقيت مجنونًا وتحدثت معه، وأعطاني أحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: عجبًا! لماذا يدخلونه في مستشفى الشهار؟

أرجو من الله العلي القدير أن يشفي جميع مرضى المسلمين، وأرجو أن تكون الإجابة تحت منظور طبي.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مصطلح المختل عقليًا مصطلح غير دقيق، وعلم الأمراض النفسية علم كبير ومتشعب، ويعتني ذلك العلم بالحالة النفسية والمزاجية للمريض، والذي يتحكم في تلك الحالة هي هرمونات، مثل: سيروتينين، ودوبامين، وبعض المواد الأخرى، ووجود خلل في تلك المواد يؤدي إلى حالة من العصاب وهو (neurosis) أو حالة من الذهان، وهي (psychosis) وتحت هذين المصطلحين تندرج الكثير من الأمراض النفسية، ولكل مرض أعراضه الخاصة به، ولا يتسع المجال لشرح العلوم والأمراض النفسية في رسالة أو استشارة.

ومن أمثلة الأمراض العصابية عصاب القلق (anxiety neurosis): يعد القلق والإحساس بالضائقة من أهم الأعراض التي تميز هذا النوع. قد يشعر المصاب به بقدر كبير من الخوف، يتسبب للمصاب بانعدام الراحة, الإجهاد الكبير، والإفراط في القلق.

عصاب مكئب (عصاب الاكتئاب) (depressive neurosis): شعور متواصل بالاكتئاب أو العصبية.

وهناك عصاب قهري (compulsive neurosis): يتميز بتوارد الأفكار الوسواسية التي تسبب القلق، والسلوكيات ذات الطقوس التي يطورها المصاب لتهدئة قلقه.

هناك العصاب الهستيري (hysteric neurosis): ويتميز بظهور علامات جسمانية لا تفسير طبي واضح لها، والتي تظهر عند الوقوع في الإجهاد البدني والنفسي الكبيرين.

وهناك عصاب رضحي (traumatic neurosis): وصف في الماضي كعصاب يلازم الإصابة بالمرض، ويصف الوقوع في إجهاد نفسي كبير جدًا، وهبوط في النشاط بسبب الانكشاف لحدث رضحي يشكل خطورة على الحياة.

أما الذهان فهو حالةٌ تؤثِّر في النَّفس والعقل، وتؤدِّي إلى تَغيُّراتٍ في طريقة التَّفكير، والشُّعور، والسُّلوك، بحيث قد لا يكون الشخصُ الذي يُعانِي من الذُّهان قادراً على التَّمييز بين الواقع والوهم، إذ قد تظهر لديه الهَلاوِس (hallucinations) سَماع أو رؤية أشياء غير موجودة أصلاً.

التَّوهُّمات (delusions) مُعتَقدات أو أوهام غير مستندة إلى الواقِع، تُعوِزُها البيِّناتُ والأدلَّة.

والذُّهانُ ليسَ حالةً في حدِّ ذاتها، وإنَّما عرضٌ لحالاتٍ أخرى، ويَعودُ السَّببُ الأكثر شُيوعاً للذُّهان إلى اضطراب الصحَّة النَّفسيَّة، كما في الفُصام (schizophrenia) أو الاضطراب ذي الاتِّجاهَين (bipolar disorder) بمعنى وجود نوبات من الاكتئاب يتبعها نوبات من النشاط الذهني الشديد، وفيه لا يتحكم المريض في تصرفاته ولا أفعاله (الاكتِئاب الهَوَسي manic depression).

وفقك الله لما فيه الخير.