السؤال
السلام عليكم.
أسعد الله أوقاتكم، وجزاكم الله خير الجزاء على ما تقومون به.
أنا شاب في أوائل العشرينات، وطالب جامعي، لدي عائلة كبيرة أشقاء وغير أشقاء، وكلنا نسكن في بيتين متجاورين لبعض، تلبية لوصية الوالد، رحمة الله عليه.
المشكلة هي مع أمي -رعاها الله وحفظها، وأطال الله بعمرها في طاعته- فبعد أن نزلنا منزلنا الجديد بجوار إخواني تغيرت جذرياً، وأصبحت تحلل أصغر الأمور وتفسر جميع الحركات وتغضب سريعاً، وترانا انا وأشقائي أغبياء، وأننا طيبون جداً مع إخواني غير الأشقاء، وأننا لا نعرف الدنيا كما تعرفها، وأننا لا نعرف مدى خبث أخوال إخواني وتأثيرهم على إخواني، وتأثير والدتهم وأنها تكرهنا وتريد لنا الشر، وأن إخواني أصبحوا يريدون لنا الشر ويكرهوننا، ويجب علينا عدم الثقة فيهم، وعدم إكثار الجلوس عندهم!
علماً أن لنا ثلاث سنوات نسكن بجوار بعض، ولا زلنا مثل الجيران، لا ندخل القسم الداخلي، حتى إذا أرادني أحد إخواني فإنه ينادي من قسم الرجال، ولا يدخل، والعكس عندما أريد أحداً منهم فأدخل لغرفته، ولا أجد سوى الترحيب والابتسامة، عكس بيتنا وأمي.
خلال هذه السنوات الزيارات التي حصلت تعد على الأصابع، وبلسان أمي أنه عندما نكون متعافين وليس بأحد مرض أو ما شابه فهذه تكفي عن الزيارة.
عندما أحاورها تغضب وتبكي، وتدعو، وأصبحت أكره الجلوس عندها بسبب تخوفها من خالتي، ومن إخواني، وأننا أخطأنا عندما نزلنا بجوارهم.
الذي يثير غضبي أنها ملتزمة وتقوم الليل، وتذهب لدار حفظ القرآن الكريم في الصباح، وتحدثنا دائما أحاديث عن الصلاة والصدقة وبر الوالدين، وعندما أحدثها عن أحاديث سوء الظن وصلة الرحم والابتسامة وغيرها من أحاديث لا تعمل بها تغضب وتدعو علي، وتقول: إنني أكرها وإنني عاق!
وصلت لمرحلة كرهت البيت وكرهت المكان الذي تجلس فيه، مع إحساسي أنني مخطئ وعاق بنفس الوقت، لكن ما الحل مع شخصية أمي التي تدعي اتباع القرآن والسنة وهي تتبع ما يعجبها وتترك ما يعجبها؟
هل هو مرض نفسي بسبب معاملة جدي بقسوة لأمي في صغرها أو غيرة النساء، ولكن بدرجة قوية لدى أمي؟