السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي أن علاقتي بأمي سيئة جدًا، وأعتقد أنها لا تملك مشاعر تجاهي، فهي تحب أختي الكبرى والصغرى أكثر مني، وتجلس معهما وتلين في القول لهما، بينما تعاملني بجفاء، مع أنني أكثر من يساعدها في أعمال البيت، أحيانًا من تلقاء نفسي وأحيانًا حين تطلب، ولا أحتج بالانشغال مثل أخواتي.
أما بالنسبة لمشاعري، فللأسف أكره أمي جدًا؛ لأنها عصبية، وطريقة تعاملها سيئة، حتى أن كثيرًا من الناس يبتعدون عنها بسبب سوء التعامل وطريقة الحديث، أشعر أنني غير مرحب بي في البيت، فحزني وهمي يكونان من البيت.
مع العلم أن المشاكل ليست كثيرة، لكن الجفاء والتجاهل مستمران، وإذا حاولت استرضاء أمي واشتريت لها هدية واعتذرت، فرحت جدًا، ومن حينها تعاهدت مع نفسي ألا أكرر هذه الكبيرة التي تهلكني، حاولت التقرب منها وتجنب غضبها والجلوس معها حتى لا تبقى بمفردها، فإذا بها تقول: "أحمل منك من آخر مشكلة، ولن أنسى"، قلت لها: "ألم نحل المشكلة؟"، ومن بعدها شعرت أنه لا فائدة، سواء أحسنت أم أسأت، وللأسف حصل اختلاف.
أسألها لماذا تعاملني هكذا؟ فتقول: "أنتِ تذهبين لخالتك وتقفين ضدي" أمي لديها مشاكل مع جميع أخواتها، بسبب سوء تفاهم تصاعد بالعصبية، ومعظمهن يتجنبنها للأسف، وهي تقول لي: "لا تأكلي عند خالتك، لا تفعلي كذا"؛ لأنها قاطعت خالتي، أخواتي يتبعونها في رأيها، بينما أرى أنها متحاملة عليهم، وتظن أن معها كل الحق، مع أن أخواتها لديهن نسبة من الصحة والخطأ، وليس الأمر على طرف واحد.
إذن: ما ذنبي أن أقطع علاقات أشعر بقيمتها، والأقارب سند للإنسان، وخالتي تحبني جدًا؟ فلماذا تطلب مني أمي أن أتعامل معها بسطحية؟ هل هذا ابتلاء من الله؟
هذه عبادة عظيمة لكنها صعبة عليّ، أشعر أنني غريبة عندما أرى الناس الطبيعيين يعشقون أمهاتهم، بينما أنا لا أشعر بذلك، لا أريد أصلًا أن أحبها، لكن لا أدري ماذا أفعل، أحيانًا أهم بالدعاء على نفسي، لكن أتراجع وأخاف أن أموت وأنا مستحقة لدخول النار.
سألت أخواتي، فقالتا لي: إنهما فعلًا تشعران أنها تتعمد تصعيد المشاكل معي، ومعاملتها مع أختي الصغيرة خاصةً نادرًا ما تكون بغضب، ولا تكلفها أي مهام نظرًا لدراستها، وحتى قبل هذه السنة لم تكن تثقل عليها، أشعر بالظلم، وأخواتي أنفسهم لا أحبهم؛ أختي الكبرى ورثت من أمي العصبية، وتكون شاردة أغلب الوقت على الهاتف رغم مبادرتي، وأختي الصغيرة تفكيرها سطحي، وعندما أدعوهم لمجالس نتشارك فيها الكلام عن الدين -لأنني عن تجربة وجدت أن أكثر شيء يقوي علاقتنا هو الدين- لا يبالين.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

