الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بضيق ولا أعيش حياتي كما يعيشها الآخرون!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي أنني أشعر بأن الدنيا تضايقني بشدة في كل شيء أحاول القيام به منذ ولادتي، كل الأشياء تسير ضدي، وكل شيء كنت أعتقد أنه سيكون من نصيبي، أو سأتمكن من تحقيقه يبتعد عني، سواء في الكلية التي كنت أرغب في الالتحاق بها ولم أتمكن؛ بسبب الواسطة، أو حتى في الحب والخطوبة أو الصداقة.

كل شيء كنت أحبه وكان سببًا في سعادتي، تحول إلى نقمة وأصبح ضدّي، رغم أنني أمشي في حياتي بطريقة هادئة، وأحاول أن أكون على الطريق الصحيح، والله يعلم كم أنا متعب في حياتي، وهو يعلم بي أكثر من أي شخص آخر، بينما لا يعاني الآخرون بنفس القدر، وأنا أعلم أنني غير راضٍ عن كل شيء في حياتي، أتمنى أن أعرف لماذا يحدث كل هذا معي؟

أتمنى أن أعيش حياة طبيعية. مهما قلت لكم، فلن أستطيع أن أصف لكم مدى ما مررت به من تجارب يمكن أن توضح أن حياتي لا يمكن أن تكون طبيعية كما يعيشها الآخرون.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، وإنما علاج العي السؤال، ونسأل الله أن يرضيك بالقضاء، وأن يحشرنا وإياك مع السعداء، وأن يحقق لك مرادك في دنيا هي عند الله لهو ولعب وأهلها في كدح وشقاء.

نتمنى أن نكون جميعًا ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر، وفي الحديث: "عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له".

أرجو أن تنتبه لنفسك، واحذر من مقارنتها مع الآخرين، واعلم أن نعم الله مقسمة، وأنه سبحانه لا يسأل عما يفعل، وهو سبحانه يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب؛ لأنها لا تزن عند الله جناح بعوضة، ولو كانت كذلك ما سقى الكافر منها جرعة ماء، لكنه سبحانه لا يعطي الدين إلا لمن أحب، ولم يرض الدنيا ثواباً لأوليائه، وقد جاع في هذه الدنيا الأنبياء، وربط رسولنا الحجارة على بطنه، وجلس كليم الله موسى في الظل وهو طريد يردد: "رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير"، فافهم حكمة الحكيم وتجنب الاعتراض، والإدلال على الله بما تفعل من الطاعات، فالله أمن، وهو الذي يمن علينا أن هدانا للإيمان، قال تعالى: {بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين}، والناس كل الناس في اختبار وامتحان يعطي ويحرم من يشاء، وكل ما يقدره الله خير، وكم من منحة جاءت في ثوب محنة {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم}.

هذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وابذل الأسباب، ثم توكل على الوهاب، وعليك بالاستغفار، والمحافظة على الصلاة، وبكثرة الصلاة على النبى -صلى الله عليه وسلم-، وابتعد عن المعاصي؛ فإن الإنسان يحرم الرزق بالذنب يصيبه، ثم عليك ببر والديك، وصل رحمك، واستقم على شرع الله، وتوكل على الله حق توكله، يرزقك كما يرزق الطير، وارض بالقضاء، وكن في حاجة الضعفاء، واسأل ربك جزيل العطاء.

وفقك الله لما يحب ويرضى، ووسع لنا ولك، وأرضانا بما يقدره لنا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً