السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا فتاة عمري 19 سنة، أعاني من خجل شديد في تصرفاتي وكلامي، والخوف من الخطأ والانتقاد، ورأي الناس بي، لا أتكلم، لا أعرف بماذا أتحدث حينما أكون مع أحد، أرتبك وأظلّ أفكرُ في رأيه نحوي، وإن قلت شيئا خطئا أظل أفكر فيه لأيام، وربما شهور، وأشعر بالندم، وأشعر أن كل الناس تكرهني، ولا أحد يحبني.
أشعر بالوحدة دائما، وبضيق في صدري، فمع إنني أعيش مع أفراد أسرتي -أطال الله في عمرهم جميعا-، إلا أن لا أحد منهم قريب مني، فلا أحد يتحدث معي عن مشاكلي، بل يزيدونها، أبقي كل آلامي في صدري، أريد أن أصرخ وأبوح بما في داخلي، دائما أبكي، فمع خلاف وكلمة مع أحد أبكي وتسيل دموعي، ولا أستطيع إيقافها، فأهرب دون إنهاء الحوار.
أخاف جدا من المستقبل، خوفا يكاد يجبرني على قتل نفسي لولا إنني مسلمة، ودارسة لعلوم الدين، -فبحمد الله- أنا أزهرية في كلية أصول الدين، ماذا بعد الدراسة، ماذا بعد الجامعة، سأبقى في البيت وحدي، ولن أستطيع أن أجد عملا، ولن أستطيع الزواج، لأنني أخاف منه ومن كثرة مشاكله حولي، فهذه طلقت، وهذه على خلاف دائم مع زوجها.
أختي المتزوجة عندما تغضب من زوجها، أفكر وأضع نفسي مكانها، وأبكي، إن كان هذا يحدث معها، فما البال مني أنا التي لا أستطيع النقاش مع أحد، ولن يرضى أحد الزواج مني، فلن يحب أحد شخصيتي، وأيضا الزواج بالنسبة لي أمر محرج، ولن أستطيع القيام به، وأخاف عمومًا من الرجال وأخشاهم، وذلك بسبب أبي فهو دائما قاسٍ.
فلا مستقبل بالنسبة لي، ولا حياة، وحتى في أحلامي لا توجد هناك حياة، فأنا لا أحلم وأنا نائمة، وأعوض عنها بأحلام اليقظة، فهي تبقيني سعيدة بعضَ الوقتِ بعيدا عن الواقع المؤلم، هذه حياتي، ولا أريد أن أكملها هكذا، أريد أن أتغير وأن أصبح أفضل، فما الحل؟ وكيف أتخلص من خجلي وخوفي الذي يقف عائقا أمامي في كل شيء؟