السؤال
بِسْم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية كنت إنسانًا عاديًا اجتماعيًا متفوقًا في الدراسة، محبًا للقراءة، مع أنه كانت عندي بعض الصفات التي ليست طيبة، مثل حب رضا الناس.
حصل لي موقف دمرني بالكامل، وبعّد عني الناس، وأبعدني عن الناس، وطبعا بالتدريج، وليس كل الناس لأنه بقي بعض الناس، وصرت مثل ما يقولون: (أبله) إن جلست مع الناس؛ أقول كلامًا غبيًا، وأشتم من هذا ومن ذاك، وصرت مهزلة للكل حتى من أهلي، وضعيف الثقة بنفسي، وأدمنت على العادة السرية، وصرت انطوائيًا إلا من أناس معينين.
مرت الأيام، ودخلت الثانوية وأنا على نفس الحالة، واتخذت خيارات كانت بعضها صائبة وبعضها خاطئة، ومشيت بها، وفي نفس الوقت صرت أفكر كثيرًا، وأصطنع مواقف في مخيلتي، وأجلس أتكلم فيها كأنها شيء حقيقي، وأشرد بذهني كثيرًا للمواقف هذه، وبعدها تخرجت من الثانوية، وكنت محافظًا على صلاتي، وأشمت على الذي لا يصلي، وأتكلم عن الناس كثيرًا، وفي نفس الوقت الثقة ما زالت ضعيفة، ومضت الأيام، وتخرجت من الثانوية، وأحببت أن أبدأ حياة جديدة كأن أرجع أتكلم مع الناس، وأبني روابط جديدة معهم، لكن تواجهني ردات فعل مغايرة على التي كنت متوقعها، فأرجع أضعف، وأحاول مرة ثانية وأضعف.
مع العلم أني ما زلت أعاني من شرود في الذهن والعادة السرية، وتأخير بعض الصلوات وتركها في بعض الأحيان، وأصبح همي الشاغل الناس، وأنا ما عندي أصحاب، وأنا مبغوض من الناس، وإذا مرّ عليّ أحد من الذين كنت أعرفهم وما سلم عليّ أغضب، وأجلس أفكر، وأنا إن مررت على الناس أحيانًا أسلم وأحيانًا ما أسلم، وأخاف أني إذا غيّرت بعض عاداتي السيئة أن يتكلم علي الناس، ويقولون: هذا له مصلحة! ولهذا تغيّر، وأيضا أعاني من العجب بصنيعي الحسن والحسد، مع أني أرفضهما في نفسي، لكن أجد في القلب غصة، وأحاول لكن لا فائدة، فأرجوكم أفيدوني.
وشكرًا.